الاشتغال بمغازي رسول الله ﵌ ومبعثه ومبدأ الخلق لكانت هذه فضيلة سبق إليها وقد صنفها بعده قوم فلم يبلغوا مبلغه وقد فتشت أحاديثه الكثير فلم أجد فيها ما يتهيأ أن يقطع عليه بالضعف وربما أخطأ اويهم في الشيء بعد الشيء كما يخطئ نميره وهو لا بأس به. قال عمرو بن علي مات سنة خمسين وقال الهيثم بن عدي مات سنة إحدى وقال ابن معين وابن المديني مات سنة اثنتين وقال خليفة بن خياط مات سنة اثنتين أو ثلاث وخمسين ومائة. روى له مسلم في المتابعات وعلق له البخاري. قلت. وذكره النسائي في الطبقة الخامسة من أصحاب الزهري وقال ابن المديني ثقة لم يضعه عندي إلا روايته عن أهل الكتاب وكذبه سليمان التيمي ويحيى القطان ووهيب بن خالد فأما وهيب والقطان فقلدا فيه هشام بن عروة ومالكا وأما سليمان التيمي فلم يتبين لي لأي شيء تكلم فيه والظاهر أنه لأمر غير الحديث لأن سليمان ليس من أهل الجرح والتعديل قال ابن حبان في الثقات تكلم فيه رجلان هشام ومالك فأما قول هشام فليس مما يجرح به الإنسان وذلك أن التابعين سمعوا من عائشة من غير أن ينظروا إليها وكذلك ابن إسحاق كان سمع من فاطمة والستر بينهما مسبل وأما مالك فإن ذلك كان منه مرة واحدة ثم عادله إلى ما يحب ولم يكن يقدح فيه من أجل الحديث إنما كان ينكر تتبعه غزوات النبي ﵌ من أولاد اليهود الذين أسلموا وحفظوا قصة خيبر وغيرها وكان ابن إسحاق يتتبع هذا منهم من غير أن يحتج بهم وكان مالك لا يرى الرواية إلا عن متقن ولما سئل ابن المبارك قال