ثم عزله فلما قتل عثمان تحول إلى الرقة فنزلها واعتزل عليا ومعاوية حتى مات بها وقال مصعب الزبيري كان من رجال قريش وشعرائهم وأبوه عقبة قتله النبي ﵌ ببدر صبرا وقال ابن عبد البر ذكر الزبير وغيره من أهل العلم بالسير أن الوليد وعمارة ابني عقبة خرجا ليردا أختهما أم كلثوم عن الهجرة وكان ذلك في الهدنة ومن كان غلاما مخلقا يوم الفتح لا يجئ منه مثل هذا. قال ولا خلاف بين أهل العلم بالتأويل أن قوله ﷿ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ﴾ نزلت في الوليد بن عقبة وذلك أن رسول الله ﵌ بعثه مصدقا إلى بني المصطلق فلما وصل إليهم هابهم فانصرف عنهم وأخبر أنهم ارتدوا فبعث إليهم خالد بن الوليد وأمره أن يتثبت فيم فأخبروا أنهم متمسكون بالإسلام. قال وله اخبار فيها بكارة وشناعة وكان من رجال قريش ظرفا وحلما وشجاعة وأدبا وكان شاعرا شريفا. قال وخبر صلاته بهم وهو سكران وقوله أزيدكم بعد أن صلى الصبح أربعا مشهور من حديث الثقات وقال أبو جعفر الطبري. روي أنه تعصب عليه قوم من أهل الكوفة وشهدوا عليه أنه تقيأ الخمر وأن عثمان قال يا أخي اصبر فإن الله تعالى يأجرك قال وهذا لا أصل له عند أهل العلم والصحيح ما رواه عبد الله الدناج عن حصين بن المنذر أنه ركب إلى عثمان وأخبره قصة الوليد وقدم على عثمان رجلان فشهدا عليه بشرب الخمر فقال لعلي أقم عليه الحد فذكر الحديث وهو في صحيح مسلم وقال خليفة بن خياط ولاه عثمان الكوفة سنة خمس وعشرين. قال وفي سنة ثمان وعشرين غزيت أذربيجان والأمير الوليد بن عقبة. قال وفي تسع عزل عثمان عن الكوفة