كنت في رحلتي فقلت نفقتي فكنت أدمن الكتابة ليلا وأقرأ نهارا فلما كان ذات ليلة كنت جالسا أنسخ في السراج وكان شتاء فنزل الماء في عيني فلم أبصر شيئا فبكيت على نفسي لانقطاعي عن بلدي وعلى ما فاتني من العلم فغلبتني عيناي فنمت فرأيت النبي ﵌ في النوم فناداني يا يعقوب لم أنت بكيت فقلت يا رسول الله ذهب بصري فتحسرت على ما فاتني فقال لي ادن مني فدنوت منه فأمر يده على عيني كأنه يقرأ عليهما ثم استيقظت فأبصرت فأخذت نسخي وقعدت أكتب وقال أبو زرعة الدمشقي قدم علينا رجلان من نبلاء الناس أحدهما وأرحلهما يعقوب بن سفيان يعجز أهل العراق أن يروا مثله رجلا وكان يحيى في التاريخ ينتخب منه وكان نبيلا جليل القدر فبينا أنا قاعد في المسجد إذ جاءني رجل من أهل خراسان فقال لي أنت أبو زرعة قلت نعم فجعل يسألني عن هذه الدقائق فقلت من أين جمعت هذه قال هذه كتبناها عن يعقوب بن سفيان عنك وقال أبو بكر الإسماعيلي ثنا محمد بن داود بن دينار ثنا يعقوب بن سفيان العبد الصالح وقال أبو الشيخ حكي عن أبي محمد بن أبي حاتم قال قال لي أبي ما فاتك من المشائخ فاجعل بينك وبينهم يعقوب بن سفيان فإنك لا تجد مثله وقال أبو عبد الرحمن النهاوندي سمعت يعقوب بن سفيان يقول كتبت عن ألف شيخ وكسر كلهم ثقات وقال أبو إسحاق بن حمزة عن أبيه قال قال لي يعقوب ابن سفيان قمت في الرحلة ثلاثين سنة وقال محمد بن إسحاق بن ميمون الفسوي عن عبدان بن محمد المروزي رأيت يعقوب بن سفيان في النوم فقلت