نحوه وهو من علامات النبوة فإن أبا هريرة كان أحفظ من كل من يروي الحديث في عصره ولم يأت عن أحد من الصحابة كلهم ما جاء عنه وقال ابن عيينة عن هشام بن عروة مات أبو هريرة وعائشة سنة سبع وخمسين وفيها أرخه خليفة وعمرو بن علي وأبو بكر وجماعة وقال ضمرة بن ربيعة والهيثم بن عدي وأبو معشر مات سنة ثمان وقال الواقدي وأبو عبيد وغيرهما مات سنة تسع زاد الواقدي وهو ابن ثمان وسبعين سنة وهو صلى على عائشة في رمضان سنة ثمان وخمسين وعلى أم سلمة في شوال سنة تسع وخمسين ثم توفي بعد ذلك فيها. قلت. هذا من أغلاط الواقدي الصريحة فإن أم سلمة بقيت إلى سنة إحدى وستين ثبت في صحيح مسلم ما يدل على ذلك كما سيأتي في ترجمتها والظاهر أن التي صلى عليها ثم مات معها في السنة هي عائشة كما قال هشام بن عروة إنهما ماتا في سنة واحدة ومن فضائله ما رواه النسائي في العالم من السنن أن رجلا جاء إلى زيد بن ثابت فسأله عن شيء فقال له زيد عليك أبا هريرة فإني بينما أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ذات يوم ندعو الله تعالى ونذكره إذ خرج علينا النبي ﵌ حتى جلس إلينا فسكتنا فقال عود واللذي كنتم فيه قال زيد فدعوت أنا وصاحبي قبل أبي هريرة وجعل رسول الله ﵌ يؤمن على دعائنا ثم دعا أبو هريرة فقال اللهم إني أسألك ما سألاك صاحبي وأسألك علما لا ينسى فقال رسول الله ﵌ آمين فقلنا يا رسول الله ونحن نسأل الله تعالى علما لا ينسى فقال سبقكم بها الغلام الدوسي وقال طلحة بن عبيد الله أحد العشرة ولا شك أنه سمع من رسول الله