للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حضرته قال مات معاوية والوليد بن عتبة بن أبي سفيان على المدينة فأرسل إلى حسين بن علي ليأخذ بيعته فقال أخرني ورفق بي فأخره فخرج إلى مكة فأتاه رسل أهل الكوفة إنا قد حبسنا أنفسنا عليك ولسنا نحضر الجمعة مع الوالي فأقدم علينا قال وكان النعمان بن بشير الأنصاري على الكوفة فبعث الحسين ابن علي إلى مسلم بن عقيل بن أبي طالب ابن عمه فقال له سر إلى الكوفة فانظر ما كتبوا به إلي فإن كان حق قدمت إليهم فخرج مسلم حتى أتى المدينة فأخذ منها دليلين فمرا به في البرية فأصابهم عطش فمات أحد الدليلين وكتب مسلم إلى الحسين يستعفيه فأبى أن يعفيه وكتب إليه أن امض إلى الكوفة فخرج حتى قدمها فنزل على رجل من أهلها يقال له عوسجة فلما تحدث أهل الكوفة بقدومه دبوا (١) إليه فبايعه منهم اثنا عشر ألفا فقام رجل ممن يهوى يزيد بن معاوية يقال له عبيد الله بن مسلم بن شعبة الحضرمي إلى النعمان بن بشير فقال له إنك لضعيف أو مستضعف قد فسد البلد فقال له النعمان لأن أكون ضعيفا في طاعة الله أحب إلي من أن أكون قويا في معصية الله وما كنت لأهتك سترا ستره الله فكتب بقوله إلى يزيد بن معاوية فدعا يزيد مولى له يقال له سرحون قد كان يستشيره فأخبره الخبر فقال له أكنت قابلا من معاوية لو كان حيا قال نعم قال فاقبل مني إنه ليس للكوفة إلا عبيد الله بن زياد فولها إياه وكان يزيد عليه ساخطا وكان قد هم بعزله وكان على البصرة فكتب إليه برضاه عنه وأنه قد ولاه الكوفة مع البصرة وكتب إليه أن يطلب مسلم بن عقيل ويقتله إن وجده فأقبل عبيد الله بن زياد في وجوه


(١) في القاموس دب اى مشى على هينته ١٢ ابو الحسن

<<  <  ج: ص:  >  >>