للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن الشافعي قال: خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفراسة حتى كتبتها وجمعتها، ثم لما حان انصرافي مررت على رجل في الطريق وهو محتب بفناء داره، أزرق العين ناتئ الجبهة سناط، فقلت له: هل من منزل؟ فقال: نعم. قال الشافعي: وهذا النعت أخبث ما يكون في الفراسة، فأنزلني فرأيته أكرم ما يكون من رجل، بعث إلي بعشاء وطيب وعلف لدابتي وفراش ولحاف فجعلت أتقلب الليل أجمع، ما أصنع بهذه الكتب إذا رأيت النعت في هذا الرجل. فرأيت أكرم رجل فقلت: أرمي بهذه الكتب فلما أصبحت قلت للغلام: أسرج، فأسرج فركبت ومررت عليه وقلت له: إذا قدمت مكة ومررت بذي طوى فاسأل، عن محمد بن إدريس الشافعي. فقال لي الرجل: أمولى لأبيك أنا؟ قال: قلت: لا قال: فهل كانت لك عندي نعمة؟ فقلت: لا. فقال: أين ما تكلفته لك البارحة؟ قلت: وما هو؟ قال: اشتريت لك طعاماً بدرهمين، وأداماً بكذا وكذا، وعطراً بثلاثة دراهم، وعلفاً لدابتك بدرهمين. وكراء الفرش واللحاف درهمان. قال قلت: يا غلام أعطه. فهل بقي من شيء؟ قال: كراء البيت فإني قد وسعت عليك وضيقت على نفسي. قال الشافعي: فغبطت بتلك الكتب. فقلت له بعد ذلك: هل بقي لك من شيء قال: امض أخزاك الله: فما رأيت قط شراً منك.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الربيع بن سليمان قال: اشتريت للشافعي طيبا بدينار فقال ممن اشتريت قلت من ذاك الأشقر الأزرق قال أشقر ازرق رده رده ما جاءني خير قط من أشقر.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن الشافعي قال: احذر الأعور والأحول والأعرج والأحدب والأشقر والكوسج وكل من به عاهة في بدنه، وكل ناقص الخلق فاحذروه فإن فيه التواء ومخالطته معسرة. وقال الشافعي مرة أخرى: فإنهم أصحاب خبث.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الربيع قال: كنت أنا والمزني والبويطي عند الشافعي فنظر إلينا فقال لي أنت تموت في الحديث وقال للمزني هذا لو ناظره الشيطان قطعه وجدله وقال للبويطي أنت تموت في الحديد قال فدخلت على البويطي ايام المحنة فرأيته مقيدا مغلولا.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الربيع بن سليمان قال: مر أخي فرآه الشافعي فقال هذا أخوك ولم يكن رآه قلت نعم.

(١٨) ذم الشافعي لفضول المخالطة:

<<  <  ج: ص:  >  >>