(حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الثابت في صحيح ابن ماجه) قال: لما وجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من كرب الموت ما وجد قالت فاطمة وا كرب أبتاه فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا كرب على أبيك بعد اليوم إنه قد حضر من أبيك ما ليس بتارك منه أحدا الموافاة يوم القيامة.
(قول الخلفاء والملوك والأمراء عند حضور الموت:
(إن مقالة الخلفاء والملوك والأمراء عند حضور الموت تؤكد بما لا يدعُ مجالاً للشك على تمام التسليم لأمر الله والافتقار إلى رحمته الواسعة والخوف من عذابه:
(مقالة الخلفاء والملوك والأمراء عند حضور الموت ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، كلامهم يشرح الصدور ويبكى الصخور، كلامٌ يُفْري الأكباد ويذيب الأجساد، كلامٌ يُذَكِرُ العاقل وَيُقَوِّمُ المائل ويُنَبِّهُ الغافِل.
(مقالة الخلفاء والملوك والأمراء عند حضور الموت تُبَيِّنُ لك بياناً شافياً مدى حقارةِ الدنيا وأنها ظلُ زائر وخيالُ حائر، وأن إقبالها خديعة وإدبارها فجيعة لا تدوم أحوالها ولا يسلم نزالها، حالها انتقال وسكونها زوال، غَرَّارَةٌ خَدُوع مُعْطِيَةٌ مَنُوع نزوع، فاسمع مقالتهم فيها عند حضور الموت وهم الذين ملكوا الدنيا بأسرها، وتأمل في قولهم بعين البصيرة وأمْعِنِ النظر فيه واجعل له من سمعك مسمعا وفي قلبك موقِعاً عسى الله أن ينفعك بما فيه من غرر الفوائد، ودرر الفرائد.
(قول أبي بكر الصديق عند حضور الموت:
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن البهي قال: «لما احتضر أبو بكر، جاءت عائشة فتمثلت بهذا البيت: لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوما وضاق به الصدر فكشف عن وجهه فقال: ليس كذاك، ولكن قولي: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ) [ق: ١٩])، انظروا ثوبي هذين فاغسلوهما وكفنوني فيهما؛ فإن الحي أحوج إلى الجديد من الميت»
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن مالك بن مغول، سمع أبا السفر قال: دخلوا على أبي بكر في مرضه فقالوا: يا خليفة رسول الله، ألا ندعو لك طبيبا ينظر إليك؟ قال:«قد نظر إلي، قالوا: ما قال؟ قال: إني فعال لما أريد»