وقال عبد الله بن وهب: أخبرني نافع بن يزيد، عن يحيى بن أبي أسيد -يرفع الحديث إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -أنه سئل عن قول الله {وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ} قال: "والذي نفسي بيده، إنهم ليُسْتَكرهون في النار، كما يستكره الوتد في الحائط".
وقوله {مُقَرَّنِينَ} قال أبو صالح: يعني مكتفين: {دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا} أي: بالويل والحسرة والخيبة. انتهى.
قال كعب إن في جهنم تنانير ضيقها كضيق زج رمح أحدكم ثم يطبق على أناس بأعمالهم.
• ومن أهل النار من يجعل في توابيت من نار:
[*] • أورد ابن رجب رحمه الله تعالى في كتابه التخويف من النار عن ابن مسعود قال إذا بقي في النار من يخلد فيها جعلوا في توابيت من نار فيها مسامير من نار ثم جعلت تلك التوابيت في توابيت من نار ثم قذفوا في نار الجحيم فيرون أنه لا يعذب في النار غيرهم ثم تلا ابن مسعود (لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لاَ يَسْمَعُونَ) [الأنبياء: ١٠٠]
[*] • أورد ابن رجب رحمه الله تعالى في كتابه التخويف من النار عن سويد بن غفلة قال: إذا أراد الله أن ينسى أهل النار جعل للرجل صندوقا على قدره من النار ولا ينبض عرق إلا فيه مسمار من نار ثم تضرم بينهما نار ثم بقفل من نار ثم يجعل ذلك الصندوق في صندوق من نار ثم تضرم بينهما نار ثم يقفل ثم يطرح أو يلقى في النار فذلك قوله تعالى (لَهُمْ مّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مّنَ النّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ) [الزمر: ١٦] وقوله تعالى (لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لاَ يَسْمَعُونَ) [الأنبياء: ١٠٠] قال فما يرى أن في النار أحدا غيره.
• ومن عذاب أهل النار أنه يأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت:
قال تعالى: (وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ) [إبراهيم: ١٧]
[*] قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره:
{وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ} أي: يألم له جميع بدنه وجوارحه وأعضائه.
قال ميمون بن مِهْرَان: من كل عظم، وعرق، وعصب.
وقال عكرمة: حتى من أطراف شعره.
وقال إبراهيم التيمي: من موضع كل شعرة، أي: من جسده، حتى من أطراف شعره.