للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- حُمِلَ كلٌ منهم في كفن، إلى بيت البلى والعفن، وما صحبهم غيره من الوطن، من كل ما كانوا يجمعون (مَآ أَغْنَىَ عَنْهُمْ مّا كَانُواْ يُمَتّعُونَ).

- ضمهم والله التراب وَسُدَّ عليهم الباب وتقطعت بهم الأسباب، والأحباب يرجعون (مَآ أَغْنَىَ عَنْهُمْ مّا كَانُواْ يُمَتّعُونَ)

- شُغِلُوا عن الأهل والأولاد، وافتقروا إلى يسير من الزاد، وباتوا من الندم على أخس مهاد، وإنما هذا من حصاد ما كانوا يزرعون (مَآ أَغْنَىَ عَنْهُمْ مّا كَانُواْ يُمَتّعُونَ)

- لو رأيتهم في حلل الندامة، إذا برزوا يوم القيامة، وعليهم للعقاب علامة يساقون بالذل لا بالكرامة، إلى النار فهم يوزعون (مَآ أَغْنَىَ عَنْهُمْ مّا كَانُواْ يُمَتّعُونَ)

(٦) الهمة العالية:

فمن لم تكن له همة أبية لم يكد يتخلص من أي بلية، فإن ذا الهمة يأنف أن يملك رقه شيء وما زال الهوى يذل أهل العز، وتأمل في القصة الآتية:

[*] • أورد الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه ذم الهوى أن أن الرشيد عشق جارية وامتنعت عليه فقال.

أرى ماء وبي عطش شديد ... ولكن لا سبيل إلى الورود

أما يكفيك أنك تملكيني ... وأن الناس كلهم عبيدي

وأنك لو قطعت يدي ورجلي ... لقلت من الرضا أحسنت زيدي

• ومن الأنفة من حب من طبعه الغدر وهذا أجلُّ طباع النساء:

[*] • قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه ذم الهوى:

ومن الأنفة من حب من طبعه الغدر وهذا أجلُّ طباع النساء، وقد قال الحكماء لا تثق بامرأة وقال الشاعر.

إذا غدرت حسناء أوفت بعهدها ... ومن عهدها أن لا يدوم لها عهد

وقال أبو محمد التميمي:

أفق يا فؤادي من غرامك واستمع ... مقالة محزون عليك شفيق

علقت فتاة قلبها متعلق ... بغيرك فاستوثقت غير وثيق

وأصبحت موثوقا وراحت طليقة ... فكم بين موثوق وبين طليق

- وقال أيضاً: ومما يداوى به الباطن أن يعلم الإنسان أن زوجته المحبوبة إن مات عنها مالت إلى غيره ونسيته أسرع شيء وإن كانت تحبه لأنه لا وفاء للنساء. أهـ

[*] • وقال على بن أبي طالب - رضي الله عنه -:

دّعْ ذِكْرِهِنَّ فما لهن وفاءُ: ريحُ الصبا وعهودهن وفاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>