للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتشاء قدرة المولى عز وجل أن تحمل الفتاة من ناصر ويحاول ناصر جاهداً أن تجهض الفتاة مهما كلف ذلك من مال فالمال لدى ناصر ليس بمشكلة بل أسهل شيء لديه. مرت الأيام مسرعة وعلامة الحمل بدأت تظهر واضحة، احتار ناصر ماذا يعمل؟

فقرر أن يدخل هذا الفتاة في إحدى المستشفيات على أنها زوجته (الله اكبر) (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) [الأنفال: ٣٠] تدخل الفتاة ويدفع مبلغ كبير للمستشفى بالاتفاق مع إحدى الطبيبات تم إجهاض الفتاة على أنها زوجته وأنها تعاني من مرض بالقلب ولا تستطيع الحمل.

وبالفعل تم التنسيق مع خالة الفتاة الفاجرة على أنها سوف تذهب إليها في مدينة أخرى. أدخلت الفتاة المستشفى تحت الاسم المستعار وتمت عملية الإجهاض. أصبحت الفتاة تعاني بعد خروجها من غرفة العمليات الألم لم تتوقعها عندما فكرت في الزنا الزنا الزنا الزنا،،،،،،،،،،،، حاولت الطبيبة جاهدة تخفيف الآلام رغم أن الطبيبة تؤكد أنها لا تعاني من شيء عضوي وقد أعطتها مخدر ينوم فيل ولا يزال الألم يشتد ولا يستطيع ناصر إخراج الفتاة من المستشفى، وخالة الفتاة تتصل كل ساعة لأن أم الفتاة تتصل عليها تريد محادثة ابنتها للاطمئنان عليها. ولم يكن أمام ناصر إلا دفع المزيد من المال لخالة الفتاة لكي تتصرف. مر أسبوع وخفت الآلام الفتاة وأخرجت من المستشفى. تنفس ناصر الصعداء بعد أن أودع الفتاة بيت خالتها و أعطها مبلغ كبير جداً. ذهبت الفتاة معتقدة أنها تجاوزت المحنة بسلام وأنها أفلتت من العقاب.

لم يبقى على عيد الأضحى المبارك وأيام الحج العظيمة سوى أيام بسيطة. تخلص ناصر من المشكلة وعادت الأمور إلى مجراها وقد تم تحديد موعد مسبق بينه وبين الفتاة على أن يعود إلى ما كانوا علية بعد أن تهدأ الأمور وتعود الفتاة من فترة النقاهة. ولم يحرك الذنب والجرم الكبير الذي اقترفه ناصر ولم يجعله يتفكر بعاقبة الأمور ولم يرجع إلى الله مستغفره طالباً التوبة حامداً الله على ستره ولم يفكر بأطفاله وزوجته وأخواته بل بَيَّتَ النية على أن يكرر ما فعله مع فتاة أخرى.

كان يعتقد ناصر المسكين أن الموضوع انتهى دون محاسبة أو جزاء على فعلته الفاضحة وأنه فَرَّ من العقاب والجزاء على فعلته. ولكن نامت عيون البشر ولم تنام عين المولى عز وجل وكان ناصر على موعد مع العقاب الإلهي وجزاء قتل الجنين وذنب الزنا وشرب الخمر والتفريط.

<<  <  ج: ص:  >  >>