وبعد أربعة أعوام تقدم حمد إلى ابنة عمه بعد ما توفيت أمها فقال لها لقد رحل أخي وإلى الآن لم يعد ولا نعلم أهو حي ننشد الأخبار عنه أو ميت فنترحم عليه وأنا الآن أرغب الزواج منك فوافقت وتزوجها. وبعد مرور سبعة أعوام رجع حمدان من الغربة إلى القرية وهنا تحصل المفاجأة أنه يرى أخيه انه غدر به وبوعده وتزوج أبنة عمه وقد أنجب منه ولد عمره خمس سنوات فحمل الضغينه والكره على أخيه
وبعد عدة أيام طلب من أخيه حمد الذهاب معه لرؤية نخيل لهم في إحدى الشعاب المجاورة للقرية وأثناء تجولهم في البستان قتل حمدان أخيه حمد ودفنه وغرس صنو أو ودية (صغار النخل) على أخيه المدفون في البستان وغرسها على رأسه ثم ذهب إلى القرية.
فأصبح رجال القرية يبحثون عن حمد فساروا يسألون القريب والبعيد والجمالة القادمون والمغادرون وحمدان معهم يسأل كي يبعد الشبه عنه ولا أحد يتصور أنه هو قاتل أخيه.
ومرت الأعوام تلو الأعوام ولا خبر عن حمد.
وبعد عشرة أعوام ذهب حمدان إلى زوجة أخيه وطلب منها الزواج فاعتذرت بأخيه الغائب فقال له صدقيني إنه ميت ولو إنه حي لرجع فاقتنعت بكلامه ووافقت عليه فتزوجها.
وبعد فترة من الزمن وبينما وهم مستلقين على فراش النوم رأت نجمة الصبح فقالت (والله يا نجمة الصبح مدري شمسك تشرق علي حمد فين) فقال لها ما تبغين تنسينه فقالت
والله ما أنساه حتى أعلم هو فين فقام حمدان فأخبرها بكل ما عمله في أخيه حمد وقال لها تعرفين النخلة الفلانية المسماة بالاسم الفلاني قالت نعم اعرفها، قال لها مغروسة على رأسه فبكت بكاء شديد ولكن لا تستطيع أن تعمل شياً فلقاتل زوجها حالياً وفي بطنها جنين منه فسكتت.
وبعد يومين قال لها ابنها الأول ابن حمد المقتول: يا أمي فين أبي؟ فقالت لا نعلم عنه شيْ فكانت تضرم ناراً وعندما كبرت النار فقال يا أمي تخبريني عن أبى وإلا والله أرمي نفسي في النار فخافت عليه فأخبرته القصة كاملة وسمت له النخله ووصفت له مكانه.