انتظرها بخارج الغرفة وسافر بها حوالي ثلاث مائة كيلومترات إلى أن أوصلها بيت أهلها، وعندما أوصلها لبيت أهلها قال لها ستر الله عليك واتقي الله الذي يراكِ وسوف يرزقك من أوسع أبوابه،
فقالت له: فعلا أنا لا أستحقك وجلست تلطم في نفسها، وأعاد الكلام السابق عليها، ومن ثم ذهب للمدينة.
- ويقول ذلك القاضي:
مرت علي السنين حتى تخرجت من جامعة ولم أفكر قط حضور أي مناسبة
من مناسباتنا ورغم تلك السنين لم تغب عن عيني للحظه واحده تلك الضحكة الساخرة من ذلك الرجل.
ثم تزوج من امرأة ثانيه وأنجب منها .. وتم تعيينه كقاضي بالمحكمة، ويذكر مدى تفاني زوجته الثانية وما فعلته من أجله،
ويقول: عوضني الله بإنسانه لم أحلم بيوم من الأيام بها فكانت عظيمة بكل ما
تعنيه الكلمة، وطلبت منه أن يدّرس بالجامعة لأنه حاصل على مرتبة الشرف الثانية ولكنه رفض واكتفى بالقضاء، ومن ثم أكمل دراسته حتى حصل على الدكتوراه بالقضاء الإسلامي، ووصل إلى المحكمة الكبرى.
يقول: طلبت من الله في كل صلاة أن أنسى ذلك الموقف .. ولكن دائما يمر بي كل ما رأيت شخص يضحك فاستعيذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم.
يقول: وفي ذات يوم أتت لي أوراق القضايا كالعادة وأدخلت علي .. وكان الدور على قضية قتل للبت فيها وهنا كان دوائي علتي وثمرة قولي لكلمة حسبي الله ونعم الوكيل كان هو نفس الرجل الذي وجدته ببيتي وقام بقتل شخص آخر ومكبل بالحديد وحالته يرثى لها فلما دخل علي بدء حديثه يا شيخ أنا دخيل الله ثم دخيلك.
فقال القاضي: ماذا أتى بك إلى هنا وما هي مشكلتك.
فقال الرجل: لقد وجدت رجل في فراشي مع زوجتي وقتلته.
فقال له القاضي: ولماذا لم تقتل زوجتك كي تكون الشجيع ابن الشجيع.
فقال الرجل: لقد قتلت الرجل ولم أشعر بنفسي.
فقال القاضي: لماذا لم تتركه وتقول له ستر الله عليك.
فقال الرجل: هل ترضاها يا شيخ على نفسك.
فقال القاضي: نعم أرضاها على نفسي ولا أقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل.
فما كان من الرجل إلا أن فتح فمه وقال لقد سمعت هذا الكلام من قبل.
فقال القاضي: نعم سمعته مني عندما غدرت بزوجتي وتستغل ذهابي للتحرش بها حتى أوقعت تلك المسكينة بالزنا.
هل تذكر ضحكتك علي وأنا أقول ستر الله عليك حتى تركتني أتحسب عليك والقهر يقطع جوفي، نعم ترك الله لك المهلة ولكنك تماديت بعصيانك وسفورك حتى أراد الله أن يقتص منك عباده، اقسم بالله العظيم أنني أعلم أنه كل ما طالت حياتك لن تنسى ذلك الموقف.