للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ثم سكت القاضي قليلا.

وقال ماذا تظن أنني أستطيع أن أفعل؟

ليس بيدي شيء إذا لم يتنازل عنك أهل القتيل، والآن سأصدر فيك حكم شرع الله عز وجل فقال الرجل: أعلم ذلك ولكن لا أريد منك إلا شيء واحد

فقال القاضي: وماذا تريد

قال الرجل: أريدك أن تسامحني وتدعوا لي بالرحمة نعم أطعت شيطاني وهذا أقل من جزائي.

ويعلم الله أن ما قالته لك زوجتك صحيح فأنا من تحرشت فيها بوسائل عده، وكل ما تفشل وسيله آتي بوسيلة شيطانيه أخرى وهذه الحقيقة، ويا ليتك قتلتني ذلك الوقت ولم أرى ما رأيته، فما كان للقاضي إلا أن قال: سامحك الله دنيا وأخره

ولم ينتهي القاضي عند هذا الحد.

يقول القاضي: ما عشته لحظة الصدمة الأولى لم يكن بالشيء الهين لولا ذكري لله عز وجل، ولذلك سعى من ضمن أهل الخير الذين يريدون إقناع أهل المتوفى في التنازل، ولكن حكمة الله فوق كل شيء، أراد الله عز وجل أن يقتص من ذلك الرجل.

{تنبيه}:• قد يرى البعض أن في مثل هذه الحالات تستدعي القتل لغسل العار أو هكذا تقتضي الرجولة وهذا خطأ، وأكبر دليل على هذا القصة التي بين أيدينا

فرأينا أن القاضي حينما تمالك نفسه قد ستر على نفسه أولا من هذا العار وستر على زوجته، وأكمل مشوار حياته وتزوج بامرأة غيرها وفوض أمره إلى الله , ورأينا كيف جازاه الله على صبره، بينما ذلك الرجل الذي قتل الرجل الآخر لم يكسب سوى الإثم والعار وأقيم عليه القصاص.

• قصة لمن عذب الحيوان بالنار:

على سفح الجبل من جبال لبنان المخضرة المطلة على البحر المتوسط وقعت هذه القصة العجيبة التي تحتوي على عبرة عظيمة لأولي الألباب وبطل القصة حي يرزق وعلى صفحة وجهة المحترق تقرأ خلاصة القصة وتعلم بصدق وقوعها ....

والرجل صاحب مزرعة غنية مليئة بأشجار الفاكهة وأصناف الخضار, كما أنها تحتوي على ركن للدجاج قد نماها واهتم بها لنيل البيض والفراخ ,ولكن الدنيا دار ابتلاء وقد سلط الله تعالى على المزرعة ثعلبا مولعا بلحم الدجاج حتى أصاب صاحبها من جراء ذالك شر مستطير وبلاء كبير.

وقد احتمل الرجل البلاء أول الأمر ولكن الثعلب كان مثابرا على البستان دون انقطاع ,وكأنة طالب علم أصابه النهم ...

<<  <  ج: ص:  >  >>