للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*] وسأل عبد الله بن عتبة أم الدرداء ما كان أفضل عبادة أبي الدرداء؟ قالت: "التفكر والاعتبار" ..

نور الإيمان التفكر .. أفضل العمل الورع والتفكر .. تفكر ساعة خير من قيام ليلة ..

[*] كتب الحسن إلى عمر بن عبد العزيز: " اعلم أن التفكر يدعو إلى الخير والعمل به والندم على الشر يدعو إلى تركه" ..

[*] وعن محمد بن كعب القرظي: " لئن أقرأ في ليلتي حتى أصبح بإذا زلزلت والقارعة لا أزيد عليهما وأتردد فيهما وأتفكر أحب إلي من أن أهذ القرآن ليلتي هذّاً أو أنثره نثراً" ..

[*] قال وهب: " ما طالت فكرة امرئ قط إلا علم وما علم امرئ قط إلا عمل" ..

[*] قال فضيل: " الفكر مرآة تريك حسناتك وسيئاتك" ..

عودوا قلوبكم البكاء وقلوبكم التفكر ..

ولله درُّ من قال:

إني رأيت عواقب الدنيا ... فتركت ما أهوى لما أخشى

فكرت في الدنيا وعالمها ... فإذا جميع أمورها تفنى

وبلوت أكثر أهلها فإذا ... كلُ امرئٍ في شأنه يسعى

أسمى منازلها وأرفعها ... في العز أقربها من المهوى

تعفو مساويها محاسنها ... لا فرق بين النعي والبشرى

وقد مررت على القبور ... فما ميزت بين العبد والمولى

أتراك تدري كم رأيت ... من الأحياء ثم رأيتهم موتى؟

فالإنسان عليه أن يديم التفكر ويطيله لأنه يوصل إلى مرضاة الله وانشراح الصدر وسكينة القلب ويورث الخوف و الخشية من الله ويورث العلم والحكمة والبصيرة ويحيي القلوب و يصير هناك اعتبار واتعاظ من سير السابقين .. هذا التفكر .. العمل القلبي العظيم .. نسأل الله أن يجعلنا من الذين يتفكرون ومن الذين يعقلون ومن الذين يتدبرون ..

(أقسام التفكر:

[*] (قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه التبصرة:

واعلم أن التفكر ينقسم إلى قسمين أحدهما يتعلق بالعبد والثاني بالمعبود جل جلاله.

(فأما المتعلق بالعبد فينبغي أن يتفكر هل هو على معصية أم لا فإن رأى زلة تداركها بالتوبة والاستغفار ثم يتفكر في نقل الأعضاء من المعاصي إلى الطاعات فيجعل شغل العين العبرة وشغل اللسان الذكر وكذلك سائر الأعضاء ثم يتفكر في الطاعات ليقوم بواجبها ويجبر واهنها ثم يتفكر في مبادرة الأوقات بالنوافل طلباً للأرباح ويتفكر في قصر العمر فينتبه حذراً أن يقول غداً يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله ثم يتفكر في خصال باطنة فيقمع الخصال المذمومة كالكبر والعجب والبخل والحسد ويتولى الخصال المحمودة كالصدق والإخلاص والصبر والخوف وفي الجملة يتفكر في زوال الدنيا فيرفضها وفي بقاء الآخرة فيعمرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>