والورع يجب أن يكون ورعاً صحيحاً، فبعض الناس يفعلون الكبائر ثم يتورعون عن الأشياء اليسيرة .. !." عجبتُ لكم يا أهل العراق تقتلون ابن بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم تسألون عن دم البعوض" .. !!!، فلذلك ينبغي أن يكون الورع على أساس، امرئ ترك المحرمات ثم هو آخذ في الإعراض عن المشتبهات، ولذلك لما سُئِل الإمام أحمد رحمه الله عن رجل يشتري البقل ويشترط الخوصة أنه يخشى أن تكون هذه التي تربط بها حزمة البقل غير داخلة في البيع فيشترط على البائع ذلك .. ،قال: ما هذه المسائل .. ؟!!!، قالوا: فلان يفعل ذلك .. إبراهيم بن أبي نعيم .. قال: هذا نعما .. هذا رجل يليق بحاله .. رجل متقي جداً. وهو الذي سُئِل رحمه الله عن رجل له زوجة وأمه تأمره بطلاقها فقال:((إن كان برّ أمه في كل شيء حتى لم يبقَ إلا طلاق زوجته؛ يفعل، ولكن إن كان يبرها بطلاق زوجته ثم يقوم إلى أمه بعد ذلك فيضربها فلا يفعل .. !)).
[*](وأورد ابن أبي الدنيا رحمه الله تعالى في كتابه الورع عن محمد بن المبارك الصوري قال قلت لراهب ما علامة الورع قال الهرب من مواطن الشبهة.
[*] (أورد ابن أبي الدنيا رحمه الله تعالى في كتابه الورع عن بن المبارك يقول لأن أرد درهما من شبهة أحب إلي من أن أتصدق بمائة ألف ومائة ألف حتى بلغ ستمائة ألف.
[*] (أورد ابن أبي الدنيا رحمه الله تعالى في كتابه الورع عن الشعبي قال جاء رجلان إلى شريح فقال أحدهما اشتريت من هذا دارا فوجدت فيها عشرة آلاف درهم فقال خذها فقال: لِمَ؟ إنما اشتريت الدار فقال البائع خذها أنت قال لِمَ وقد بعته الدار بما فيها فأدارا الأمر بينهما فأبيا فأتى زيادا فأخبره فقال ما كنت أرى أن أحدا هكذا بقي وقال لشريح أدخل بيت المال فألق في كل جراب قبضة حتى يكون للمسلمين ثم قال للشعبي كيف ترى الأمير قال أبو بكر بن عياش أعجبه ما صنع.
(صورٌ مشرقة من ورع النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
(١) (حديث عقبة ابن الحارث النوفلي الثابت في صحيح البخاري) قال: صليت وراء النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالمدينة العصر فسلم ثم قام مسرعاً فتخطى رقاب الناس إلى بعض حجر نسائه، ففزع الناس من سرعته، فخرج إليهم فرأى أنهم عجبوا من سرعته فقال: ذكرتُ شيئاً من تبرٍ فأمرت بقسمته.