للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*] (وأورد ابن أبي الدنيا رحمه الله تعالى في كتابه الاعتبار وأعقاب السرور عن حاجب بن عمر أبو خشينة قال مر زياد بالحيرة فقيل له إن في هذا القصر ابنة النعمان بن المنذر ملك العرب فقال ميلوا إلى باب القصر فدنا منه فقال قولوا لها فلتدن من الباب فدنت فقال لها زياد أخبريني عن دهركم قالت أفسر أو أجمل قال بل أجملي قالت فإنا أصبحنا ذا صباح وما في العرب أهل بيت أغبط عند الناس منا فما آبت الشمس حتى رحمنا عدونا.

[*] (وأورد ابن أبي الدنيا رحمه الله تعالى في كتابه الاعتبار وأعقاب السرور عن هاشم السلمي قال أعرس رجل من الحي على ابنه قال فاتخذوا لذلك لهوا قال وكانت منازلهم إلى جانب المقابر فوالله إنهم لفي لهوهم ذلك ليلا إذ سمعوا صوتا منكرا أفزعهم فاصغوا مطرقين فإذا هاتف يهتف من بين القبور

يا أهل لذة دنيا لا تدوم لهم

إن المنايا تبيد اللهو واللعبا

كم قد رأيناه مسرورا بلذته

أمسى فريدا من الأهلين مغتربا قال فوالله ما لبثوا بعد ذلك أياما حتى مات الفتى المزوج

[*] (وأورد ابن أبي الدنيا رحمه الله تعالى في كتابه الاعتبار وأعقاب السرور أن عبد الملك بن مروان وقف على قبر معاوية وعليه ينبوتة تهتز فقال الحمد لله عشرين سنة أميرا وعشرين سنة خليفة ثم صرت إلى هذا

هل الدهر والأيام إلا كما ترى

رزية مال أو فراق حبيب

[*] (وأورد ابن أبي الدنيا رحمه الله تعالى في كتابه الاعتبار وأعقاب السرور أن عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية رجلا لعبد الملك بن مروان فلما مات عبد الملك وتصدع الناس عن قبره وقف عليه فقال له أنت عبد الملك الذي كنت تعدني فأرجوك وتوعدني فأخافك أصبحت وليس معك من ملكك غير ثوبيك وليس لك منه غير أربعة أذرع في عرض ذراعين ثم انكفأ إلى أهله فاجتهد في العبادة حتى صار كأنه شن بال فدخل عليه بعض أهله فعاتبه في نفسه وإضراره بها فقال لقائله أسألك عن شيء تصدقني عنه ما بلغه علمك قال نعم قال أخبرني عن حالك التي أنت عليها أترضاها للموت قال اللهم لا قال فاعتزمت على النقال منها إلى غيرها قال ما أشجعت رأيي في ذلك قال أفتأمن أن يأتيك الموت على حالك التي أنت عليها قال اللهم لا قال فبعد الدار التي أنت فيها معتمل قال اللهم ولا قال حال ما أقام عليها عاقل ثم انكفأ إلى مصلاه.

(الصبر الجميل والصفح الجميل والهجر الجميل:

<<  <  ج: ص:  >  >>