للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا في النساء أظهر، فلو أحسنت إلى إحداهن الدهر وطيلة العمر ثم رأت منك تقصيراً قالت مارأيت منك خيراً قط!، وهذا ظلم، والنساء أكثر أهل النار لأنهم يكفرن العشير، وإذا كان ترك شكر نعمة الزوج يؤدي إلى جهنم فما حال من يكفر نعمة الله .. ؟!!

مسألة: كيف نجمع بين قوله تعالى (وَأَمّا بِنِعْمَةِ رَبّكَ فَحَدّثْ) وبين قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود؟

[*] فصل الخطاب في هذه المسألة أنها على التفصيل الآتي:

الأصل أنه يجب علينا أن نكثر من ذكر هذه النعم فإن ذكرها شكر وقد أمر الله تعالى نبيه أن يحدث بنعمة ربه قال تعالى: (وَأَمّا بِنِعْمَةِ رَبّكَ فَحَدّثْ) [الضحى: ١١]

والله يحب من عبده أن يرى أثر نعمته على عبده فإن ذلك شكرها بلسان الحال كما في الحديث الآتي:

(حديث عمران بن حصين رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: إن الله إذا أنعم على عبد نعمة يحب أن يرى أثر نعمته على عبده.

ويكون ذلك مقيد في عدم الخيلاء والإسراف كما في الحديث الآتي:

(حديث عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما الثابت في صحيح ابن ماجه) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا ما لم يخالطه إسراف أو مخيلة.

ولكن ينبغي أن يحدث بذلك عند أهل الصدق الذين يحبون لإخوانهم الخير ولا يحسدونهم على نعم الله تعالى فإن وُجد حاسد فله أن يكتم النعمة عنده فهذا خاص. فإذا وجد حاسد فكتمانها لأجل الحسد وليس كفران بالنعمة، وعليه يحمل الحديث الآتي:

(حديث معاذ في صحيح الجامع) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود.

(٥) ومن الوسائل التي تؤدي إلى الشكر التحدث بنعمة الله:

فالتحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر ومن لا يشكر القليل لا يشكر الكثير ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله بنص السنة الصحيحة كما في الحديث الآتي:

(حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: التحدث بنعمة الله شكر و تركها كفر و من لا يشكر القليل لا يشكر الكثير و من لا يشكر الناس لا يشكر الله و الجماعة بركة و الفرقة عذاب.

[*] قال الإمام المناوي رحمه الله تعالى في فيض القدير:

<<  <  ج: ص:  >  >>