(حديث عائشة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: لا يغني حذر من قدر و الدعاء ينفع مما نزل و مما لم ينزل و إن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة.
وهذا الحديث يوضح أن الوقاية من المصائب تكون بالدعاء بينما لا ينجح الحذر في رد هذه المصائب ولكن مع اعتبار قول الله (وخذوا حذركم)
(جاء رجل إلى أبى الدرداء فقال يا أبى الدرداء لقد احترق بيتك فقال ما احترق ولم يكن الله ليفعل ذلك، بكلمات سمعتها من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قالها فى أول نهاره لم تصبه مصيبة حتى يمسى ومن قالها آخر النهار لم تصبه مصيبة حتى يصبح. وقد قلتها اليوم.
(اللهم أنت ربى، لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم أعلم أن الله على كل شىء قدير و أن الله قد أحاط بكل شىء علما، اللهم إنى أعوذ بك من شر نفسى ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربى على صراط مستقيم) ثم قال انهضوا بنا، فقام وقاموا معه فانتهوا إلى داره وقد احترق ما حولها، ولم يصبها شىء) (١).
إلهي ...
بك استجير ومن يجير سواكا ... فأجرضعيفاً يحتمي بحماكا
إني ضعيف استعين على قوى ... ذنبي ومعصيتي ببعض قواكا
أذنبت يا ربي وآذتني ذنوبٌ ... مالها من غافر إلا كا
أنا كنت يا ربي أسير غشاوةٍ ... رانت على قلبي فضل سناكا
واليوم يا ربي مسحت غشاوتي ... وبدأت بالقلب البصير أراكا
يا غافر الذنب العظيم وقابلاً ... للتوب قلب تائبٌ ناجاكا
(أَمّن يُجِيبُ الْمُضْطَرّ إِذَا دَعَاهُ)
من الذي يفزع إليه المكروب ويستغيث به المنكوب وتصمد إليه الكائنات وتسأله المخلوقات وتلهج بذكره الألسن وتؤلهه القلوب إنه الله لا اله إلا هو، وحق علينا أن ندعوه في الشدة والرخاء والسراء والضراء ونفزع إليه في المُلمات ونتوسل إليه في الكربات وننطرح على عتبات بابه سائلين باكين ضارعين منيبين حينها يأتي مدده ويصل عونه ويسرع فرجه ويحل فتحه
(أَمّن يُجِيبُ الْمُضْطَرّ إِذَا دَعَاهُ)
فينجي الغريق ويرد الغائب ويعافي المبتلى وينصر المظلوم ويهدي الضال ويشفي المريض ويفرج عن المكروب.
(١) - انظر الوابل الصيب لابن القيم، الأذكار للنووى.