- وأجمع المسلمون على هذا إجماعاً قطعياً، وأن الناس سيبعثون يوم القيامة ويلاقون ربهم ويجازون بأعمالهم، {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره (٧) ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره} [الزلزلة: ٧ - ٨].
{يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه}[الانشقاق: ٦]، فتذكر هذا اللقاء حتى تعمل له، خوفاً من أن تقف بين يدي الله عز وجل يوم القيامة وليس عندك شيء من العمل الصالح، انظر ماذا عملت ليوم النقلة؟ وماذا عملت ليوم اللقاء؟ فإن أكثر الناس اليوم ينظرون ماذا عملوا للدنيا، مع العلم بأن هذه الدنيا التي عملوا لها لا يدرون هل يدركونها أم لا؟ قد يخطط الإنسان لعمل دنيوي يفعله غداً أو بعد غد، ولكنه لا يدرك غداً ولا بعد غد، لكن الشيء المتيقن أن أكثر الناس في غفلة من هذا، قال الله تعالى:{بل قلوبهم في غمرة من هذا}[المؤمنون: ٦٣] وأعمال الدنيا يقول: {ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون}[المؤمنون: ٦٣]، فأتى بالجملة الاسمية المفيدة للثبوت والاستمرار: و {هم لها عاملون}، وقال تعالى:{قد كنت في غفلة من هذا}[ق: ٢٢]: يعني: يوم القيامة وقال تعالى: {فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد}[ق: ٢٢].
هذا البعث الذي اتفقت عليه الأديان السماوية وكل متدين بدين هو أحد أركان الإيمان الستة وهو من معتقدات أهل السنة والجماعة ولا ينكره أحد ممن ينتسب إلى ملة أبداً.
حكم إنكار البعث: إنكار البعث كفراً أكبر يخرج من الملة.
الإيمان باليوم الآخر يتضمن الإيمان بكل ما اخبر به النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مما يكون بعد الموت من فتنة القبر وعذابه ونعيمه والبعث والحساب والحشر والميزان والصراط والشفاعة وغير ذلك.
{تنبيه}: (لا يتحقق الإيمان باليوم الآخر إلا بأمرين: