(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم.
يخلق: يبلى و يتقطع و يقدم.
قلبك يحدث له مثل هذا بالضبط من استهلاكه في غير ما صنع له، يفسد يتقطع ينتهي، و يموت و لا يصبح لديك قلب!! يصبح ما بداخلك هواء!!
قال الله تعالى: (وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء) [إبراهيم: ٤٣] كما كان في الدنيا يصبح في الآخرة هواء.
الشاهد: أنك تحتاج إلى تجديد القلب لكي ننطلق يا أخوة لابد من حضور القلب.
إننا نريد أن نوقظ قلوبنا نحييها نصلحها حتى تستطيع أن تستوعب حتى تبدأ في الفهم حتى تبدأ في العيش حتى تبدأ أن تحس حتى تبدأ أن تنطلق حتى تبدأ أن تستمتع حتى تبدأ أن تستلذ حتى يصبح لها وجود حتى يصبح لها حياة حتى يصبح لها دور حتى يصبح لها مكان في حياتنا لأن الطريق إلى الله تقطع بالقلوب و لا تقطع بالأقدام
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم.
(الاعتناء بتطهير القلب وتنقيته وتزكيته:
أمرنا الله تعالى بتطهير القلب، وتنقيته، وتزكيته، بل جعل الله -سبحانه وتعالى- من غايات الرسالة المحمدية تزكية الناس، وقدمها على تعليمهم الكتاب والحكمة لأهميتها، يقول الله -تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) [سورة الجمعة، الآية: ٢].
قال ابن القيم -رحمه الله- في قوله -تعالى-: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) [سورة المدثر، الآية: ٤]. جمهور المفسرين من السلف ومن بعدهم على أن المراد بالثياب هنا: القلب.
ويقول - سبحانه وتعالى- عن اليهود والمنافقين: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [سورة المائدة، الآية: ٤١].
فهذا سبب بارز ومهم للحديث عن القلب.
(وتطهير القلب وتنقيته، وتزكيته له أهمية بالغة لأن القلب ملك الأعضاء، وسائر الأعضاء تبعٌ له، وأخبرنا النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن القلب إذا صَلُح صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله كما في الحديث الآتي: (