للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

((حديث النعمان بن بشير الثابت في الصحيحين) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: الحلال بين و الحرام بين و بينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لعرضه و دينه و من وقع في الشبهات وقع في الحرام كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه ألا و إن لكل ملك حمى ألا و إن حمى الله تعالى في أرضه محارمه ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هي القلب.

(وكان النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يستعيذ بالله من قلب لا يخشع كما في الحديث الآتي:

((حديث زيد ابن أرقم في صحيح مسلم) قال كان رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها.

(وكان النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يستعيذ بالله من شر قلبه كما في الحديث الآتي:

((حديث شكل بن حميد رضي الله عنه الثابت في صحيح النسائي) قال: قلت ثم يا رسول الله علمني دعاء أنتفع به قال قل اللهم عافني من شر سمعي وبصري ولساني وقلبي ومن شر منيي يعني ذكره.

(وحثنا النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على يقظة القلب وعلمنا أن الله تعالى لا يقبل دعاء من قلب غافل لاهٍ كما في الحديث الآتي:

((حديث أبي هريرة في صحيح الترمذي) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال ادعوا الله و أنتم موقنون بالإجابة و اعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلبٍ غافلٍ لاه.

موقنون: واثقون متأكدون

لاه: اللاهي أي الغافل

(وحثنا النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على أن نتخذ قلباً شاكرا كما في الحديث الآتي:

((حديث ثوبان رضي الله عنه الثابت في صحيح ابن ماجه) لما نزل في الفضة ما نزل قالوا: يا رسول الله، فأي المال نتخذ؟ قال: «ليتخذ أحدكم قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على أمر الآخرة»

(إن أحب القلوب إلى الله تعالى ألينها و أرقها كما في الحديث الآتي:

((حديث أبي عنبة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: إن لله تعالى آنية من أهل الأرض و آنية ربكم قلوب عباده الصالحين و أحبها إليه ألينها و أرقها.

[*] قال الإمام المناوي رحمه الله تعالى في فيض القدير:

(إن للّه تعالى آنية) جمع إناء وهو وعاء الشيء

(من أهل الأرض) من الناس أو من الجنة والناس أو أعم

<<  <  ج: ص:  >  >>