(وكان من دعاء النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا
كما في الحديث الآتي:
(حديث عبد الله بن عمرو في صحيح مسلم) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: إن قلوب بنى آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء ثم قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك.
[*] (أورد الخرائطي رحمه الله تعالى في اعتلال القلوب عن معروف الكرخي قال: «اللهم قلوبنا ونواصينا بيدك، لم تملكنا منهما شيئا، فإذ قد فعلت بهما ذلك فكن أنت وليهما، واهدهما إلى سواء السبيل»
[*] (وأورد الخرائطي رحمه الله تعالى في اعتلال القلوب عن الوليد بن مسلم قال: «كانت امرأة من التابعين تقول:» اللهم أقبل بما أدبر من قلبي، وافتح ما أقفل عنه حتى تجعله هنيئا مريئا بالذكر لك»
مريئا: محمود العاقبة لا ضرر فيه.
(كيف يقوى القلب؟
مسألة: كيف يقوى القلب؟
[*] (قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الوابل الصيب:
وإنما يقوي العبد على حضوره في الصلاة واشتغاله فيها بربه عز وجل إذا «قهر شهوته وهواه» وإلا فقلب قد قهرته الشهوة وأسره الهوى ووجد الشيطان فيه مقعدا تمكن فيه كيف يخلص من الوساوس والأفكار.
(استقامة القلب:
[*] (قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الوابل الصيب:
وإنما يستقيم له هذا باستقامة قلبه وجواره فاستقامة القلب بشيئين:
(أحدهما: أن تكون محبة الله تعالى تتقدم عنده على جميع المحاب، فاذا تعارض حب الله تعالى وحب غيره سبق حب الله تعالى حب ما سواه فرتب على ذلك مقتضاه، ما أسهل هذا بالدعوى و ما أصعبه بالفعل فعند الامتحان يكرم المرء أو يهان، و ما أكثر ما يقدم العبد ما يحبه هو ويهواه أو يحبه كبيره وأميره وشيخه وأهله على ما يحبه الله تعالى فهذا لم تتقدم محبة الله تعالى في قلبه جميع المحاب ولا كانت هي الملكة المؤمرة عليها، وسنة الله تعالى فيمن هذا شانه أن ينكد عليه محابه وينغصها عليه ولا ينال شيئا منها إلا بنكد وتنغيص جزاء له على إيثار هواه وهوى من يعظمه من الخلق أو يحبه على محبة الله تعالى، وقد قضى الله تعالى قضاء لا يرد ولا يدفع أن من أحب شيئاً سواه عذب به ولا بد وأن من خاف غيره سلط عليه وأن من اشتغل بشيءٍ غيره كان شؤما عليه، ومن آثر غيره عليه لم يبارك فيه ومن أرضى غيره بسخطه أسخطه عليه ولا بد.