للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أورد الخطابي رحمه الله في آداب العزلة عن إبراهيم بن شماس قال قال لي جعفر بن حميد الأكاف: يا إبراهيم صحبت الناس خمسين سنة فلم أجد أخا منهم ستر لي عورة ولا وصلني إذا قطعته ولا أمنته إذا غضب فالاشتغال بهؤلاء حمق كثير.

أورد الخطابي رحمه الله في آداب العزلة عن شبيب بن شبة قال: إن من إخواني من لا يأتيني في السنة إلا اليوم الواحد هم الذين أعدهم للمحيا والممات، ومنهم من يأتيني كل يوم فيقبلني وأقبله ولو قدرت أن أجعل مكان قبلتي إياه عضة لعضضته.

أورد الخطابي رحمه الله في آداب العزلة عن اسحاق بن إبراهيم قال: كان بين عبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان مودة وإخاء وكانت السنة تمر عليهما لا يلتقيان فقيل لأحدهما في ذلك فقال: "إذا تقاربت القلوب لم يضر تباعد الأجسام".

(٧٢) تركُهُ ما لا يعنيه:

من أجلِّ الآداب في معاشرة الإخوان " ترك ما لا يعني ورفض الاشتغال بما لا يجدي"

(حديث أبي هريرة الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: من حسن إسلامِ المرء تركُهُ ما لا يعنيه.

قال الخطابي رحمه الله في آداب العزلة:

قال بعض الحكماء: من اشتغل بما لا يعنيه ومن لم يستغن بما يكفيه فليس في الدنيا شيء يغنيه.

أورد الخطابي رحمه الله في آداب العزلة أن ابن عباس أوصى رجلا فقال: لا تتكلم بما لا يعنيك فإن ذلك فضل ولست آمن عليك الحذر ودع الكلام في كثير مما يعنيك حتى تجد له موضعا فرب متكلم في غير موضعه قد عنث، ولا تمار حليما ولا سفيها فإن الحليم يقليك والسفيه يؤذيك، وأذكر أخاك إذا توارى عنك بما تحب أن يذكرك به إذا تواريت عنه ودعه مما تحب أن يدعك منه فإن ذلك العدل واعمل عمل امرىء يعلم أنه مجزى بالاحسان مأخوذ بالاجرام.

أورد الخطابي رحمه الله في آداب العزلة عن مؤرق العجلي قال: أمرٌ أنا اطلبه منذ عشرين سنة لم أنله ولست بتاركه فيما أستقبل قيل: وما هو يا أبا المعتمر؟ قال: الصمت عما لا يعنيني.

أورد الخطابي رحمه الله في آداب العزلة عن الأعمش عن أبي راشد قال: جاء رجل من أهل البصرة إلى عبيد الله بن عمر فقال إني رسول إخوانك من أهل البصرة إليك فإنهم يقرؤونك السلام ويسألونك عن أمر هذين الرجلين: علي وعثمان وما قولك فيهما فقال: هل غير قال: لا.

قال: جهزوا الرجل.

<<  <  ج: ص:  >  >>