(١٢) دعوة سفيان بن عيينة إلى الإقلال من معرفة الناس:
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم في الحلية عن سفيان بن عيينة يقول: قال لي بشر بن منصور الزاهد: يا سفيان أقلل من معرفة الناس، لعله أن يكون في القيامة غداً أقل لفضيحتك، إذا نودي عليك بسوء أعمالك.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم في الحلية عن سمعت ابن عيينة يقول: سمعت مساور الوراق يقول: إنما تطيب المجالس بخفة الجلساء.
(١٣) دعوة سفيان بن عيينة إلى الزواج على الدين:
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم في الحلية عن يحيى بن يحيى يقول: كنت عند سفيان بن عيينة إذ جاء رجل، فقال: يا أبا محمد أشكو إليك من فلانة- يعني امرأته- أنا أذل الأشياء عندها وأحقرها، فأطرق سفيان ملياً ثم رفع رأسه، فقال: لعلك رغبت إليها لتزداد عزاً، فقال: نعم يا أبا محمد، قال: من ذهب إلى العز ابتلى بالذل، ومن ذهب إلى المال ابتلى بالفقر، ومن ذهب إلى الدين يجمع الله له العز والمال مع الدين، ثم أنشأ يحدثه، فقال: كنا إخوة أربعة، محمد وعمران وإبراهيم وأنا فمحمد أكبرنا وعمران أصغرنا، وكنت أوسطهم، فلما أراد محمد أن يتزوج رغب في الحسب فتزوج من هي أكبر منه حسباً فابتلاه الله بالذل، وعمران رغب في المال فتزوج من هي أكثر منه مالاً فابتلاه الله بالفقر، أخذوا ما في يديه ولم يعطوه شيئاً، فبقيت في أمرهما فقدم علينا معمر بن راشد فشاورته وقصصت عليه قصة إخوتي، فذكرني حديث يحيى بن جعدة وحديث عائشة، فأما حديث يحيى بن جعدة، قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تنكح المرأة على أربع، على دينها وحسبها ومالها وجمالها، فعليك بذات الدين تربت يداك. وحديث عائشة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة. فاخترت لنفسي الدين وتخفيف الظهر اقتداء بسنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجمع الله لي العز والمال مع الدين.