للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن رسول قال: «ما من أحد يسلم عليَّ عند قبري إلا ردَّ الله عليَّ روحي حتى أردَّ » (١) (٢).

ويروى عن العُتبي قال: كنت جالسًا عند قبر النبي ، فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً﴾ [النساء: ٦٤]، وقد جئتك مستغفرًا لذنبي، مستشفعًا بك إلى ربي، ثم أنشأ يقول:

يا خير من دفنت بالقاع أعظمه … فطاب من طيبهن القاع والأكم

نفسي الفداءُ لقبر أنت ساكنه … فيه العفاف وفيه الجود والكرم

ثم انصرف الأعرابي، فحملتني عيني، فرأيت النبي في النوم


(١) أخرج هذا الحديث أحمد في مسنده (١٠٨٢٧) ٢/ ٥٢٧، وأبو داود في سننه (٢٠٤١) ٢/ ٢١٨، والجميع دون قول «عند قبري»، قال ابن عبد الهادي في رده عل السبكي: «وقد روى الإمام أحمد بن حنبل حديث أبي هريرة هذا في مسنده، وليس فيه هذه الزيادة المضافة إلى روايته … وما أضيف إليه من هذه الزيادة فهو على سبيل التفسير منه لا أنه مذكور في روايته، واعلم أن هذا الحديث هو الذي اعتمد عليه الإمام أحمد وأبو داود وغيرهما من الأئمة في مسألة الزيارة وهو أجود ما استدل به في هذا الباب، ومع هذا فإنه لا يسلم من مقال في إسناده ونزاع في دلالته» الصارم المنكي ص ٢٥٠.
قلت: ثم أطال بذكر أوجه ضعف الحديث من جهة الإسناد والدلالة اللفظية، بما يطول اختصاره، والحديث دون زيادة «عند قبري» حسنه زين الدين العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص ٣٦٧، وابن حجر في الفتح ٦/ ٤٨٨ وقال: «ورواته ثقات»، والألباني في السلسلة الصحيحة ٥/ ٤٨٨. ينظر: البدر المنير ٥/ ٢٩٠.
(٢) لم أجده في مسائل عبد الله عن الإمام، ينظر: توثيقه من المغني ٣/ ٢٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>