لا شك أن الباحث في الفقه الإسلامي يجني عدة ثمرات من تحقيقه لنصوص أهل العلم والتدقيق في عباراتهم وفي المذهب الحنبلي خاصة، ومن ذلك تحقيق كتاب شرح المقنع للإمام بهاء الدين المقدسي ﵀ للاعتبارات التالية:
أولًا: أهمية الكتاب المشروح (المقنع) للموفق ابن قدامة:
فقد أطنب الفقهاء في الثناء على الكتاب حتى عدوه في الشهرة بعد مختصر الخرقي، ويكفي دليلًا على ذلك تتابع أئمة الحنابلة على شرحه والعناية به، وستأتي ترجمة الإمام الموفق ابن قدامة والتعريف بكتابه المقنع وشروحه.
ثانيًا: شارح الكتاب بهاء الدين المقدسي:
ويمكن حصر هذا الاعتبار في النقاط التالية:
١ - كون البهاء المقدسي من فقهاء المذهب الحنبلي المعتبرين، وصاحب مكانة علمية، وقد وصف بالإمام، والعالم، والمحدث، والفقيه، والصالح، والورع، والزاهد، كما سيأتي في ترجمته، ولذلك جعله المرداوي أحد الأعلام الذين يدور عليهم معرفة المذهب (١)،
(١) وذلك من خلال اعتماده على كتاب العدة شرح العمدة. ينظر: مقدمة الإنصاف ١/ ٢٢.