للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبحث الأول

التعريف بالموفق ابن قدامة المقدسي وكتابه (المقنع)

لما كان كتاب المقنع للشيخ الموفق ابن قدامة المقدسي أصلًا للمادة العلمية المشروحة في النص المحقق، وكان من المشهور لدى الخاصة والعامة من أهل العلم ما لكتاب المقنع من المكانة العلمية والحظوة الشرفية بين أوساط علماء الحنابلة، إذ هو واسطة العقد الثمين الذي انتظمت عليه جل شروح فقهاء المذهب من بعده، وتناولته أيدي الطلاب عنايةً وحفظًا ومطالعةً ومدارسةً، وعُقدت عليه المجالس العلمية، ونُظمت به القوافي الألفية، وكان محطًّا للراكب والراجل لسَبر دقائق أبواب الفقه، والممتع في تسلسل معاني الأحكام، والمبدع في سبك وجمع عبارات من سبقه من الفقهاء، ومجمع البحرين بين علمي المتقدمين والمتأخرين في المذهب، والمنقِّح لمذهب الإمام الرباني والحبر المتفاني أحمد بن حنبل الشيباني، حتى غدا المقنع زاد كل ذي زاد في المذهب، وروضةً لمن رام ضبط فروع المذهب، فكان البدء بالتعريف بمؤلفه الشيخ الموفق عبد الله ابن قدامة المقدسي وبيان مكانته العلمية في أوساط المذهب وكتابه المقنع مهمًّا للوقوف على أصل استمداد الشرح المحقق المبارك الذي بين أيدينا شرح بهاء الدين المقدسي على المقنع.

وسينتظم هذا المبحث وفق مطلبين:

<<  <  ج: ص:  >  >>