لما كان كتاب المقنع معدودًا من أشهر مؤلفات الموفق ابن قدامة، وهو أصل كثير من الشروح الفقهية والحواشي في المذهب، ومن ذلك شرح البهاء الذي بين أيدينا، رأيت أن أفرد له دراسة خاصة، أتناول فيها اسم الكتاب ونسبته إلى مؤلفه، وأصول الكتاب ومصادره، وقيمة الكتاب العلمية وتقييمه، ومنهج المصنف في تأليفه، وبيان مصطلحاته، وشروح الكتاب والناقلين عنه، وذلك في المسائل الخمس الآتية، والله أسأل التيسير والإعانة.
وأشير إلى أني لم أقف على دراسة وافية لكتاب المقنع، مع ما لكتاب المقنع من الأهمية التي يحظى بها بين كتب المذهب من عهد الموفق إلى يومنا الحاضر، فلعل الكلام والاجتهاد في هذا المطلب يكون نواة خير لترسيخ قيمة الكتاب العلمية والاستفادة منه.
[المسألة الأولى: اسم الكتاب ونسبته إلى مؤلفه]
لا يكاد يختلف في اسم كتاب المقنع ونسبته إلى مؤلفه، وقد أشار المصنف ذاته إلى اسمه في مقدمته فقال: «فهذا كتاب في الفقه على مذهب الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني ﵁، اجتهدت في جمعه وترتيبه، وإيجازه وتقريبه، وسطًا بين القصير