للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(الرابع: خيار التَّدليس بما يزيد به الثَّمن، كتَصرِيَةِ اللَّبن في الضَّرعِ، وتحمير وجه الجارية، وتَسويد شعرها، وتجْعيدِه، وجمع ماء الرَّحى وإرساله عند عرضها، فهذا يثبت للمشتري خيار الرَّدِّ)، تصرية اللبن: يعني جَمعه في الضَّرعِ، يقال: صَرَى الماءَ في الحوض، وصَرَى الطعامَ في فيه، وصَرَى الماءَ في ظهره إذا تَرَكَ الجماع، وأنشد أبو عبيدة (١):

رأتْ غُلامًا قد صَرَى في فِقرَتِهْ … ماءَ الشَّباب عُنفوانَ شِرَّتِه (٢)

ويقال المصَّراة: المُحفَّلة، وهو من الجمع أيضًا، ومنه سميت مجامعُ الناس محافلَ.

والتصرية حرامٌ إذا أراد بها التَّدليس على المشتري؛ لقول النبي : «لا تُصَرُّوا (٣) الإبل والغنم» (٤)، وقوله: «من غشنا فليس منا» (٥)، وروى ابن ماجه عن النبي أنه قال: «بيع المُحفَّلات خِلابةٌ، ولا تحل


(١) البيت أورده أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب حديث ٢/ ٢٤١ عن الأغلب: وهو ابن جُشَمَ بن عمرو بن عبيدة العِجْلي، راجزٌ مشهورٌ مخضرمٌ، أدرك الإسلام فأسلم وهاجر، ثم كان ممن سار إلى العراق مع سعد بن أبي وقاص فنزل الكوفة واستشهد في وقعة نهاوند. ينظر: المنتظم ٤/ ٢٨١، والإصابة ١/ ٩٨.
(٢) حاشية: في الصحاح: رُبَّ غلامٍ، وفيها عنفوان سَنْبَتِهْ، بسين مهملة، ونون ساكنة، وباء موحدة، وتاء تأنيثٍ، وهاء ضمير، وذكر فيها: مضى سنْبٌ من الدهر، وسنبةٌ: أي برهة، فالمعنى: في عنفوان حياته لأنها برهة من الدهر.
(٣) التصرية: بفتح التاء وضم الصاد إن كانت من الصر، وإن كان من الصري فيكون بضم التاء وفتح الصاد، والمعنى الثاني أصح. ينظر: النهاية لابن الأثير ٣/ ٢٧، وفتح الباري لابن حجر ٤/ ٣٦٢، ولسان العرب ٣/ ١٦٦.
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة (٢٠٤١) ٢/ ٧٥٥، ومسلم في صحيحه (١٥١٥) ٣/ ١١٥٥.
(٥) أخرجه مسلم في صحيحه (١٠١) ١/ ٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>