للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كتاب المناسك]

الحج من أركان الإسلام وفروضه، لقول الله سبحانه: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً﴾ [آل عمران: ٩٧]، وروى مسلمٌ عن أبي هريرة قال: «خطبنا رسول الله فقال: يا أيها الناس إن الله قد فرض عليكم الحج فحجوا، فقال رجل: [أكل] عامٍ يا رسول الله؟ فسكت - حتى قالها ثلاثًا - فقال رسول الله : لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم، ثم قال: ذروني ما تركتكم» (١).

[٩٨٠/ ١] مسألة: وتجب العمرة على من يجب عليه الحج، لقوله سبحانه: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ﴾ [البقرة: ١٩٦]، وفي حديث عمر بن الخطاب : «أن رجلًا سأل النبي فقال: يا محمد ما الإسلام؟ قال: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتحج وتعتمر، وتغتسل من الجنابة، وتتم الوضوء، وتصوم رمضان، قال: فإن فعلت فأنا مسلم؟ قال: نعم. قال: صدقت» (٢)، وكذا الحديث


(١) أخرجه مسلم في صحيح (١٣٣٧) ٢/ ٩٧٥، وفي نسخة المخطوط (لكل عام يا رسول الله؟) وصوبتها كما في الصلب لنص الحديث.
(٢) الحديث الذي ذكره المصنف هو أحد طرق حديث جبريل في تعليم الدين المخرج في الصحيحين، في البخاري (٥٠) ١/ ٥٠، وصحيح مسلم ٩/ ٣٩، والحديث الذي ذكره المصنف أخرجه ابن خزيمة في صحيحه ١/ ٣، وابن حبان في صحيحه ١/ ٣٩٨، قال الدارقطني في سننه ٢/ ٢٨٢ بعد تخريجه: «إسناد ثابت صحيح»، والحاكم في مستدركه ١/ ١١٦ وصححه، وابن الجوزي في التحقيق ٢/ ١٢٣، قال في شرح العمدة ٤/ ٢١: «وهذه الزيادة وإن لم تكن في أكثر الروايات فإنها ليست مخالفة لها، لكن هي مفسرة لما أجمل في بقية الروايات، فإن الحج يدخل فيه الحج الأكبر والأصغر، كما أن الصلاة يدخل فيها الوضوء والغسل، وإنما ذكر ذلك بالاسم الخاص تبيينًا خشية أن يظن أنه ليس داخلًا في الأول».

<<  <  ج: ص:  >  >>