للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب ما يلزم الإمامَ والجيشَ

(يلزم الإمامَ عند مَسِير الجيش تعاهدُ الخيل والرِّجال، فما لا يصلح للحرب يمنعه من الدخول) دار الحرب، كالضعيف من الخيل والرِّجال؛ لئلا ينقطع فيها، وربما كان سَبَبًا للهزيمة.

(ويَمْنَعُ المُخَذِّلَ)، وهو الذي يُفَنِّد الناس عن الغزو.

(و) يمنع (المُرْجِفَ)، وهو الذي يُحدِّث بقُوَّة الكفار وضعف المسلمين وهلاك بعضهم ويُخَيِّل إليهم أسباب ظَفَرِ عدوهم بهم؛ لأن ذلك يضُرُّ بالمسلمين فيجب صيانتُهم عنه.

(و) يمنع (النساء)؛ لأنهن لسْنَ من أهل القتال، وقَلَّ ما يُنْتفَع بهن فيه؛ لاستيلاء الخور والجبن عليهن، ولا يُؤمن ظفر العدو بهِنَّ فيستحلون منهن ما حرم الله، وقد روى حشرج بن زياد عن جدته أم أبيه (١): «أنها خرجت مع رسول الله في غزوة خيبر سادس ست نسوة، فبلغ رسول الله فبعث إلينا، فجئنا فرأينا فيه الغضب فقال: مع من خرجتن؟ وبإذن من خرجتن؟ فقلنا: يا رسول الله خرجنا نغزل الشَّعر، ونُعين به في سبيل الله، ومعنا دواءٌ للجَرحى، ونُناول السِّهام، ونسقي السويق. فقال: قمن، حتى إذا فتح الله خيبر أسهم لنا كما أسهم


(١) حشرج بن زياد هو: الأشجعي، ثقة، روايته عن جدته أم أبيه مشهورة، سمع منه رافع ابن سلمة. ينظر: التاريخ الكبير ٣/ ١١٨، والثقات ٦/ ٢٤٧، وتهذيب التهذيب ٢/ ٣٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>