للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب صفة الصلاة]

(السُّنَّةُ أن يقوم إلى الصلاة إذا قال المؤذن: قد قامت الصلاة)؛ لأنه دعاءٌ إلى القيام، فاستحب المبادرة إليه عنده.

والقيام في الصلاة ركنٌ؛ لقوله تعالى: ﴿وَقُومُوا لِلّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] وقوله لعمران بن حصين (١): «صل قائمًا» (٢).

[٣٢٣/ ١] مسألة: (ثم يُسَوِّي الإمام الصُفوفَ)؛ لما روى أنس : «أن رسول الله كان إذا قام إلى الصلاة أخذ (٣) بيمينه - يعني عودًا في المحراب - ثم التفت فقال: اعتَدِلوا، سَوُّوا صفوفكم، ثم أخذه بيساره وقال: اعتدلوا، سَوُّوا صفوفكم» رواه أبو داود (٤). (٥)


(١) عمران بن حصين هو: أبو نجيد ابن عبيد بن خلف الخزاعي، (ت ٥٢ هـ)، صحابيٌّ، أسلم عام خيبر وغزا مع النبي عدة غزوات، وكان صاحب راية قبيلة خزاعة يوم الفتح، وكان من فضلاء الصحابة وفقهائهم، وقد اعتزل الفتنة فلم يقاتل فيها، ونزل البصرة وسر الناس بنزوله فيها، واستقضي فيها ثم استعفى من القضاء فأعفي إلى أن مات فيها. ينظر: الاستيعاب ٣/ ١٢٠٨، وسير أعلام النبلاء ٢/ ٥١١، والإصابة ٤/ ٧٠٥.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه (١٠٦٦) ١/ ٣٧٦.
(٣) هكذا في نسخة المخطوط، وفي سنن أبي داود كما سيأتي تخريجه قوله: (أخذه).
(٤) سنن أبي داود (٦٧٠) ١/ ١٧٩، وأصله متفق عليه في صحيح البخاري (٦٩٠) ١/ ٢٥٤، وصحيح مسلم (٤٣٣) ١/ ٣٢٤.
(٥) قال في الإنصاف ٣/ ٤٠٤: «التسوية المسنونة في الصفوف هي محاذاة المناكب والأكعب دون أطراف الأصابع».
فائدة: قال في شرح العمدة ٢/ ٦٤٤: «والمسنون في الصفوف خمسة أشياء: مبناها على أصلين: على اجتماع المصلين وانضمام بعضهم إلى بعض، وعلى استقامتهم واستوائهم؛ لتجتمع قلوبهم وتستقيم، ويتحقق معنى الجماعة الذي هو اجتماعهم في الصلاة مكانًا وزمانًا … ، - ثم عدها بقوله: تسوية الصف وتعديله وتقويمه .. والتراص فيه .. وتقارب الصفوف .. وتكميل الأول فالأول .. وتوسط الإمام».

<<  <  ج: ص:  >  >>