للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* الفرع الأول: تتبع واستقراء نصوص كتاب المقنع:

لا شك أن لمختصر الخرقي والمختصرات بعده كالإرشاد لابن أبي موسى والهداية لأبي الخطاب أثرًا على كتاب المقنع، وقد شابه ابن قدامة صاحب الهداية في ترتيب كتابه ومسائله (١)، فقد سبق في ترجمة الموفق عنايته بمختصر الخرقي، وحفظه له منذ الصغر، والاعتناء بزوائده.

ولما كان الموفق قد نص في مقدمته أنه اجتهد في جمع مادته وترتيبها وإيجازها وتقريبها، فإن في ذلك إشارة إلى أن ما اعتنى به منذ صغره وحفظه وشرحه كان له أثرٌ في كتاب المقنع، يؤكد ذلك ويقرره نقله عن أبي القاسم الخرقي في أكثر من ثمانين موضعًا.

كما أن لكتاب الهداية لأبي الخطاب أثرًا ظاهرًا على الكتاب حيث نقل عن أبي الخطاب قريبًا من نقل الخرقي في الكتاب. (٢)

كما أجد لاختيارات القاضي أبي يعلى أثرًا في مادة الكتاب واستمداده، حيث نقل عنه ما يزيد عن مئة اختيار. (٣)

كما نَقَل عن أبي بكر عبد العزيز غلام الخلال (٤)، ونقل عن أبي بكر الخلال، والحسين بن حامد، وعن أبي علي النجاد، وأبي إسحاق بن


(١) وقد أشار الزركشي في شرح الخرقي إلى هذا المعنى في ٧/ ٣٢٣ و ٧/ ٣٩٩، حيث قرر بعض المسائل من المقنع وقال: «تبعًا للهداية»، وهذا أيضًا من تقرير شيخي أ. د عبد السلام بن محمد الشويعر وفقه الله في تسجيل له في شرح مقدمة الإنصاف وخاتمته، وما صوبه أثناء مناقشة الرسالة.
(٢) وعند توثيق اختيارات أبي الخطاب في أثناء تحقيقي لشرح البهاء أجد أن أغلبها من كتاب الهداية، ويندر أن يكون التوثيق من غيره خاصة إذا كان كلام أبي الخطاب واقعًا ضمن متن المقنع.
(٣) وكان غالب التوثيق في شرح البهاء من كتبه الثلاثة: الروايتين والوجهين، والجامع الصغير، والتعليقة الكبيرة فيما وجد منها من أجزاء.
(٤) وبعض هذه النقول تم توثيقها من كتاب زاد المسافر ومن قطعة من كتاب الشافي الذي هو أصل كتاب زاد المسافر، وبعضها لم أقف عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>