للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الشيخ أبو بكر بن الحلاوي محمد بن معالي بن غنيمة الحنبلي مفتي بغداد (ت ٦١١ هـ): «ما أعرف أحدًا في زماننا أدرك درجة الاجتهاد إلا الموفق» (١).

وقال أبو عمرو ابن الصلاح الشافعي (ت ٦٤٣ هـ): «ما رأيت مثل الشيخ الموفق، وله مصنفات كثيرة في أصول الدين، وأصول الفقه، واللغة، والأنساب، والزهد، والرقائق، وغير ذلك، ولو لم يكن من تصانيفه إلا المغني لكفى وشفى» (٢).

وقال الشيخ عز الدين ابن عبد السلام الشافعي (ت ٦٨٦ هـ): «لم تطب نفسي بالإفتاء حتى صار عندي نسخة من المغني» (٣).

وقال ابن رجب (ت ٧٩٥ هـ): «وبلغني من غير وجه عن الإمام أبي العباس ابن تيمية أنه قال: ما دخل الشام - بعد الأوزاعي - أفقه من الشيخ الموفق» (٤).

[أخلاقه مع طلابه]

وكان مع أقرانه وطلابه دمث الخلق، كثير المؤانسة، قريب المنال، قليل الضجر، ومما يدل على ذلك ما نقله الذهبي عن الضياء المقدسي قوله: «وسمعت البهاء يقول: كان الشيخ في القراءة يمازحنا، وينبسط، وكلموه مرة في صبيان يشتغلون عليه، فقال: هم صبيان، ولا بد لهم من اللعب، وأنتم كنتم مثلهم، وكان لا ينافس أهل الدنيا، ولا يكاد يشكو، وربما كان أكثر حاجة من غيره، وكان يؤثر، وسمعت البهاء يصفه بالشجاعة، وقال: كان يتقدم إلى العدو، وجرح في كفه، وكان يرامي


(١) المقصد الأرشد ٢/ ١٧، وشذرات الذهب في أخبار من ذهب ٧/ ١٥٦.
(٢) المقصد الأرشد ٢/ ١٧.
(٣) المقصد الأرشد ٢/ ١٨.
(٤) ذيل طبقات الحنابلة ٣/ ٢٨٦، وشذرات الذهب في أخبار من ذهب ٧/ ١٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>