للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ت ٥٦٢ هـ)، وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي (ت ٥٦٤ هـ)، ثم رجع إلى دمشق (١).

رحلته الثانية إلى بغداد: عاد إليها ومكث فيها نحو سنة، قرأ على ابن المني مرة أخرى.

رحلته الثالثة إلى بغداد: قال ابن أبي الفتح: «ثم حج سنة ثلاث وسبعين، ومضى على طريق العراق ودخل بغداد وأقام ثالثة واشتغل، فقيل: إنه في هذه السفرة، كرر على مئة مسألة من الخلاف، ثم رجع واشتغل بالإشغال والتصنيف» (٢).

ثناء العلماء عليه:

مما ذكره الضياء المقدسي في سيرته: «أنه إمام في القرآن وتفسيره، إمام في الحديث ومشكلاته، إمام في الفقه بل أوحد زمانه فيه، إمام في علم الخلاف، إمام في الفرائض، إمام في الأصول، إمام في النحو، إمام في الحساب، إمام في النجوم السيارة ومنازلها».

وقال أيضًا: «وسمعت البهاء عبد الرحمن بن إبراهيم يقول: كان شيخنا أبو الفتح ابن المني يقول للشيخ الموفق: اسكن هنا فإن بغداد مفتقرة إليك، وأنت تخرج من بغداد، ولا تُخلِّف فيها مثلك، وكان الموفق يقول: إن لي أولادًا ولا يمكنني المقام» (٣).

قال ابن مفلح: «وكان العماد - أي: المقدسي، وهو من طبقة شيوخه (ت ٦١٤ هـ) - يعظمه كثيرًا ويجلس بين يديه كجلوس المتعلم من العالم» (٤).


(١) سير أعلام النبلاء ٢٢/ ١٦٦.
(٢) المطلع ص ٥٥٩.
(٣) تاريخ الإسلام ١٣/ ٦٠١، والمقصد الأرشد ٢/ ١٧، وشذرات الذهب في أخبار من ذهب ٧/ ١٥٦.
(٤) المقصد الأرشد ٢/ ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>