الحمد لله تبارك بيده الملك وهو على كل شيء قدير، الحمد لله الذي خلق سبع سموات طباقًا، وفاوت بينها قدرًا بقدرته بلا تفاوت بينهم حكمة واقتدارًا، الحمد لله الذي زين السماء الدنيا بمصابيح، وجعل العلم هاديًا إليها ورجومًا للشياطين، الحمدُ للهِ الَّذي علَّم ووفَّق، وألهَم وفهَّم وحقَّق، وجاد وتلطَّف وترفَّق، ومَنَّ علينا بما لا يُحصَى وتصدَّق (١)، الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه مِلءَ السموات وملء الأرض وملء ما شاء ربنا من شيء بعدُ، أهلُ الثناء والمجد، أحقُّ ما قال العبد وكلنا له عبد، لا مانع لما أعطى، ولا معطيَ لما منع، ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجَدّ.
والصلاة والسلام على أعلم خلق الله وأصدقهم، من بعثه ربنا ليعلم الناس بالقلم؛ وليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربه ويهديهم إلى صراط مستقيم، نبيِّنا وقدوتِنا وأسوتِنا وحبيبِنا وشفيعِنا محمدٍ، صلى الله عليه صلاة دائمة مزيدة إلى يوم القيامة، يوم نرجو من الله تعالى الحسنى وزيادة، وعلى آله وصحبه وسلم، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد؛ فأحمَدُ الله على مَا أكرمني به من ميراث النبوة، وأشكره على ما هداني إليه من العلم، الذي هو أنفس الأعلاق، وأجلُّ مكتسب في الآفاق، وإنّ من نعم الله على عبده أن يوفقه لطريق العلم متفقهًا في الدين، ولا ريب أن العلم الشرعي هو خير طريق يوصل إلى الله ﷿ وإلى الدار الآخرة.