للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب صلاة التطوع]

(وهي أفضل تطوع البدن)؛ لقول رسول الله : «واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة» رواه ابن ماجه (١)، ولأن فرضها آكد الفروض فتطوعها آكد التطوع. (٢)

(وآكدها: صلاة الكسوف، والاستسقاء)؛ لأن النبي أمر وفعلها في جماعةٍ (٣)، أما الأمر بصلاة الكسوف: فقد ورد في غير حديثٍ:


(١) سنن ابن ماجه من حديث ثوبان (٢٧٧) ١/ ١٠١، كما أخرج الحديث أحمد في مسنده (٢٢٤٨٦) ٥/ ٢٨٢، وصححه ابن حبان في صحيحه ٣/ ٣١١، والحاكم في مستدركه ١/ ٢٢٢، وقال: «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه».
(٢) إطلاق المؤلف القول بأن أفضل تطوع البدن الصلاة فيه تعقبٌ وخلاف طويل جدًّا في المذهب، وتحقيق المذهب فيه يطول، إذ قال في الإنصاف ٤/ ٩٩: «يحتمل قوله: وهي أفضل تطوع البدن أن يكون مراده أنها أفضل من جميع التطوعات، فيدخل في ذلك التطوع بالجهاد وغيره وهو أحد الوجوه … ، ويحتمل أن يكون مراده أنها أفضل التطوعات سوى الجهاد؛ لقوله في كتاب الجهاد، وأفضل ما يتطوع به الجهاد، ويكون عموم كلامه هنا مخصوصًا، أو يقال: لم يدخل الجهاد في كلامه لأنه في الغالب لا يحصل بالبدن فقط، ويحتمل أن يكون مراده أنها أفضل التطوعات المقصورة على البدن كالصوم والوضوء والحج ونحوه، بخلاف المتعدي نفعه كعيادة المريض وقضاء حاجة المسلم والإصلاح بين الناس والجهاد وصلة الرحم وطلب العلم ونحوه، وهو وجه اختاره كثير من الأصحاب»، وساق الأقوال على هذا التقسيم وغيره من التقاسيم، وأردت الإشارة إليه دون تحقيقه خشية الخروج عن المقصود. ينظر: الفروع ٢/ ٣٣٧.
(٣) وستأتي جملة الأحاديث في ذلك قريبًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>