للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثالثًا: كما يظهر لنا بإزاء حرصه على العلم ذكاؤه وفطنته في سماع الحديث، يدل على ذلك موقفه في سماع الحديث على أبي هاشم الدوشابي.

رابعًا: وتظهر لنا شخصية البهاء أيضًا في تركيزه على أخذ العلم وتلقيه وسماعه من خلال رِحلاته في طلب العلم، وكثرة مشايخه، وتركه زوجته وهي حامل بابنه محمد، وعدم حرصه على رغد العيش وتحصيله بالتجارة ونحوها، رغم إتاحة الفرصة له باللحاق بوالده بعد وفاة والدته.

خامسًا: تزوج البهاء من ابنة عمه زينب بنت عبد الواحد، أخت الحافظ ضياء الدين المقدسي، وأنفق عليه في زواجه عمه، وساعده الشيخ أبو عمر زوج عمته .

ولا شك أن هذه الصفات أثّرت في تربية البهاء وصقل شخصيته إلى أن وُصِفَ بالإمامة في الدين، فإنه ﴿مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [يوسف: ٩٠].

ومما جاء في صفاته الخَلقية والخُلقية ما نقله الحافظ أبو الفتح عمر بن محمد بن منصور الحاجب (ت ٦٣٠ هـ): «كان أكثر مقامه بنابلس، وكان مليح المنظر، مُطرح التكلّف، كثير الفائدة، ذا دين وخير، قوّالًا للحق، لا يخاف في الله لومة لائم، راغبًا في التحديث» (١).

[حقبة زمانه السياسية]

لا يختلف عصر البهاء كثيرًا عن عصر شيخه الموفق ابن قدامة، وذلك لتقارب مولدهما ووفاتهما، فليس بين البهاء وابن قدامة سوى أربع عشرة سنة في سنة الولادة، وأربع سنين في الوفاة.


(١) تاريخ الإسلام ١٣/ ٧٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>