للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا﴾ [النساء: ٩٧]، ولأن القيام بواجبِ الدِّين واجبٌ، ولا يُتمَكَّن منه إلا بالهجرة، وما لا يتمكن من الواجب إلا به واجبٌ، لكونه من ضرورة الواجب، وقال : «أنا بريءٌ من مسلمٍ بين مشركين تراءى ناراهما» (١)، ومعناه: ألا يكون بموضعٍ إذا أُوقدت نارهم رَآها، وإذا أَوقَدَ ناره رَأَوها.

وحكمها باقٍ، قال : «لا تنقطع الهجرة إلى يوم القيامة» رواه سعيد (٢)، فأما قوله : «لا هجرة بعد الفتح»، وقوله: «قد انقطعت الهجرة، ولكن جهاد ونية» رواهما سعيد (٣)، فمعناهما: لا هجرة من مكة بعد فتحها، أو من بلدٍ بعد فتحه؛ لأن الهجرة الخروج من دار الكفر إلى


(١) أخرجه أبو داود في سننه من حديث جرير بن عبدالله (٢٦٤٥) ٣/ ٤٥، ولفظه: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين، قالوا يا رسول الله لم؟ قال: لا تراءى ناراهما»، والترمذي في جامعه (١٦٠٤) ٤/ ١٥٥، والنسائي في سننه (٤٧٨٠) ٨/ ٣٦، ونقل الترمذي في علله ١/ ٢٦٤ عن البخاري صحته بالإرسال إلى قيس بن أبي حازم وكذلك قول أبي حاتم، وصحح الحديث آخرون بالوصل كابن دقيق العيد في الإلمام ٢/ ٤٥٤ وغيره كما في البدر المنير ٦/ ١٣٦ والتلخيص الحبير ٤/ ١١٩.
(٢) سنن سعيد بن منصور عن جنادة بن أبي أمية الأزدي ٢/ ١٧١ بنحوه، ولفظه: «لا تنقطع الهجرة ما كان الجهاد»، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن جنادة بن أبي أمية، ورجال إسناده ثقات، وأبو الخير هو مرثد بن عبد الله اليزني، وجنادة من صغار الصحابة.
(٣) الحديث الأول في سنن سعيد بن منصور عن غزية بن الحارث ٢/ ١٧٠، وهذا اللفظ في البخاري (٢٦٣١) ٣/ ١٠٢٥ من حديث ابن عباس ، وصحيح مسلم (١٣٥٣) ٣/ ١٤٨٧، والحديث الثاني: في سنن سعيد بن منصور عن صفوان بن أمية ٢/ ١٧٠، وهو مخرج في الصحيحين بنحوه في المصادر السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>