كتاب شرح المقنع للبهاء المقدسي

باب زكاة الأثمان - فصل [ما يباح للرجال من الذهب والفضة] - ج: 2 - ص: 133

وإن أراد كسره ودفع ربع عشره مكسورًا لم يجز؛ لأن كسره يَنقُصُ قيمتَه.

وإن كان في الحليِّ جواهر ولآلئ وكان للتِّجارة قُوِّم جميعه، وإن كان لغيرها فلا زكاة فيها؛ لأنَّها لا زكاة فيها منفردة فكذلك مع غيرها.

(ويباح للرِّجال من الفضَّة ما سبق ذكره (١)، ومن الذَّهب (قبيعة السَّيف (٢)، وما دعت إليه الضَّرورة كالأنف وما ربط به أسنانه)؛ لما روى أبو داود بإسناده عن عبد الرحمن بن طَرَفَة (٣): «أن جده عَرْفَجة (٤) قُطع أنفه يوم الكُلاب (٥)، فاتخذ أنفًا من وَرِق، فأنتن عليه، وأمره النبي ﷺ فاتخذ أنفًا من ذهبٍ» (٦)، وروى الأثرم عن موسى بن طلحة (٧)

---

(١) في المطبوع من المقنع ص ٩٢ زيادة قوله: (الخاتم)، وسياق المسألة تضمنه.
(٢) قبيعة السيف: هي ما كان على طرف مقبضه من فضة أو حديد. ينظر: لسان العرب ٨/ ٢٥٩.
(٣) عبد الرحمن بن طرفة هو: ابن عرفجة بن أسعد التميمي العطاردي، روى عن جده، روى عنه: أبو الأشهب وسلمة بن زرير. ينظر: الثقات ٥/ ٩١، وتهذيب التهذيب ٦/ ١٨٢.
(٤) عرفجة هو: ابن أسعد بن كرب بن صفوان التميمي، صحابي، كان من الفرسان في الجاهلية، وله هذا الحديث المشهور في السنن. ينظر: معجم الصحابة ٢/ ٢٨٠، والاستيعاب ٣/ ١٦٢، والإصابة ٤/ ٤٨٤.
(٥) يوم الكلاب: اسم لماء من مياه العرب بين الكوفة والبصرة على سبع ليال من اليمامة، كانت عنده وقعة فسمي ذلك اليوم به، وهو مذكور في أيام العرب.
(٦) سنن أبي داود (٤٢٣٢) ٤/ ٩٢، كما أخرج الحديث أحمد في مسنده (٢٠٢٨٣) ٥/ ٢٣، والترمذي في جامعه (١٧٧٠) ٤/ ٢٤٠، والنسائي في سننه (٥١٦١) ٨/ ١٦٣، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب»، وصححه ابن حبان في صحيحه ١٢/ ٢٧٦، وضعف الحديث ابن القطان في بيان الوهم ٤/ ٦٠٩.
(٧) موسى بن طلحة هو: أبو عيسى ابن عبيد الله التيمي، تقدم نسبه في ترجمة والده (ت ١٠٦ هـ)، صحابي، ولد في عهد النبي ﷺ فسماه، وكان أفضل ولد طلحة بعد محمد، ويقال إنه تحول من الكوفة إلى البصرة لما غلب المختار على الكوفة، وقيل كان معدودًا من فصحاء الناس. ينظر: طبقات ابن سعد ٥/ ١٦١، والإصابة ٦/ ٢٧٣.