للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والصُّفْر (١)، والجلود (٢)؛ لأن النبي توضَّأ من تَورٍ من صُفرٍ (٣)، وتَورٍ من حجارةٍ (٤)، ومن قِربةٍ (٥)، وإداوةٍ (٦)، واغتسل من جَفنةٍ (٧) (٨)، روى


(١) الصفر: بضم الصاد هي جمع وواحدته صفرةٌ، وهو النحاس الجيد، وقيل: الصفر ضرب من النحاس، وقيل: هو ما صفر منه، وقال الجوهري: «والصفر بالضم الذي تعمل منه الأواني». ينظر: لسان العرب ٤/ ٤٦١، والمعجم الوسيط ص ٥٦١.
(٢) الجلود: جمع جلد، وهو غشاء جسد الحيوان. ينظر: العين ٦/ ٨١.
(٣) التور: بفتح التاء، إناء صغير يشرب فيه ويتوضأ منه يصنع من النحاس أو الحجارة. ينظر: المغرب في ترتيب المعرب ص ١٠٩، وشرح النووي على مسلم ١٣/ ١٧٦.
وقد ثبت وضوء النبي من تور الصفر كما في حديث عبد الله بن زيد الآتي بعد قليلٍ.
(٤) كما في حديث أنس بن مالكٍ قال: «حضرت الصلاة، فقام من كان قريب الدار إلى أهله، وبقي قوم، فأتي رسول الله بمِخضَبٍ من حجارةٍ فيه ماءٌ، فصغر المخضب أن يبسط فيه كفه، فتوضأ القوم كلهم. قلنا: كم كنتم؟ قال: ثمانين وزيادة» رواه البخاري (١٩٢) ١/ ٨٣.
(٥) كما في حديث ابن عباس قال: «بت عند خالتي ميمونة ليلةً، فنام النبي فلما كان في بعض الليل قام رسول الله فتوضأ من شَنٍّ معلقٍ وضوءًا خفيفًا … ». رواه البخاري (٨٢١) ١/ ٢٩٣، ومسلم في صحيحه (٧٦٣) ١/ ٥٢٥، والشَّنَّة: هي القربة ينظر: تاج العروس ٣٥/ ٢٩٠، وقد جاء مصرحًا بها في رواية مسلم «فأتى القِربةَ فأطلق شِناقها».
(٦) الإداوة: إناءٌ صغيرٌ من جلدٍ يتخذ للماء. ينظر: لسان العرب: ١٤/ ٢٥.
وقد ثبت أن النبي توضأ من إداوة من ماء كما في حديث أنس بن مالك : «كان النبي إذا خرج لحاجته أجيء أنا وغلام معنا إداوة من ماء يعني يستنجي به» رواه البخاري في صحيحه (١٤٩) ١/ ٦٨.
(٧) الجفنة: قال ابن منظور: «معروفة أعظم ما يكون من القصاع والجمع جِفان». ينظر: ١٢/ ٨٩.
وقد ثبت أن النبي اغتسل من الجفنة كما في حديث ابن عباس قال: «اغتسل بعض أزواج النبي في جفنة، فجاء النبي ليتوضأ منها أو يغتسل فقالت له … » رواه أبو داود في سننه (٦٨) ١/ ١٨، والترمذي في سننه (٦٥) ١/ ٩٤ وقال: «هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ»، وابن ماجه في سننه (٣٧٠) ١/ ١٣٢.
(٨) لعل المؤلف أراد بيان المذهب في هذه المسألة، خلافًا لما حكي عن أبي الفرج المقدسي الذي كره الوضوء في الصفر والنحاس، وأبي الوقت الدينوري الذي كره الوضوء من الإناء الثمين كالبلور والياقوت ذكره عنه ابن الصيرفي، والله أعلم. ينظر: الإنصاف والشرح الكبير ١/ ١٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>