للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما ما فيه خَلطٌ من غيره فينقسم أربعةُ أقسامٍ:

أحدها: (ما خَلْطُه لمصلحته وهو غير مقصودٍ في نفسه، كالملح في الخبز، والإنفَحَة في الجُبن، والماء في خَلِّ التَّمرِ، والخَلِّ في السَّكنْجَبين (١)، فيَصحُّ السَّلم فيه)؛ لأنه يَسيرٌ للمصلحة.

الثاني: أخلاطٌ متَميِّزةٌ مقصودةٌ، كثوبٍ منسوجٍ من شَيئين، فيصِحُّ السَّلم فيه؛ لأن ضبطه ممكن فيقول في العتابيِّ (٢): وزنُ السَّدى كذا، وباقيه كذا.

الثالث: المغشوش، كاللبن المَشُوب، والحِنطة فيها الزُّوَانُ، فلا يصِحُّ السَّلم فيه؛ لأن غِشَّه يمنع العلم بقدر المقصود فيه فيكون غَررًا.

الرابع: أخلاطٌ مقصودةٌ غير متميِّزةٍ كالغاليةِ (٣) والنَّدِّ (٤) والمعاجين، فلا يصِحُّ السَّلم فيه؛ لأن الصِّفةَ لا تأتي عليه، وفي معناه القِسِيُّ المشتملة على القَرْن والخشب وغيره (٥)، فلا يصِحُّ السَّلم فيها للعجز عن ضبط مقادير ذلك.

وفيه وجه آخر: أنه يصِحُّ السَّلم فيها كالثِّياب. (٦)


(١) السكنجبين: قال في المطلع ص ٢٤٦: «ليس هو من كلام العرب، وهو معروف مركب من السكر والخل ونحوه».
(٢) لم أهتد لمعناه، ولعله نوع من الثياب والله أعلم.
(٣) الغالية: قال في المطلع ص ٢٤٥: «هي نوع من الطيب مركب من مسك وعنبر وعود ودهن وهي معروفة».
(٤) الند: قال في المطلع ص ٢٤٦: «بفتح النون فهو الطيب المعروف، قيل: هو مخلوط من مسك وكافور، قال الجوهري وابن فارس وغيرهما: ليس هو بعربي».
(٥) القِسِيِّ: جمع قَوس، والقرن: الحبل المفتول من لحاء الشجرة. ينظر: كشاف القناع ٨/ ٨٩، ٨/ ٩٨، وتاج العروس ٣٥/ ٥٣١.
(٦) الصحيح من المذهب أن القسي ليست كالثياب المنسوجة، بل هي من جنس ما جمع أخلاطًا مقصودة غير متميزة كما قرره المصنف، والصحيح من المذهب عدم جواز السلم فيها. ينظر: الكافي ٣/ ١٥٥، والفروع ٦/ ٣٢١، والإنصاف ١٢/ ٢٢٩، وكشاف القناع ٨/ ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>