للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له تأخيره؛ لما روي عن النبي أنه قال: «من أراد الحج فليعجِّل، فإنه قد يَمرض المريض، وتَضِلُّ الضالة، وتَعرِض الحاجة» رواه ابن ماجه (١)، وعن علي قال: قال رسول الله : «من ملك زادًا وراحلةً تبلِّغه إلى بيت الله ولم يحج فلا عليه أن يموت يهوديًّا أو نصرانيًّا» رواه الترمذي (٢)، وقال: «يرويه هلال بن عبد الله وهو مجهولٌ» (٣)، ولأنه أحد أركان الإسلام فلم يجز تأخيره إلى غير وقت كالصيام. (٤)

[٩٩٣/ ١٤] مسألة: (فإن عَجَزَ عن السعي إليه لكِبرٍ، أو مرضٍ لا يُرجى بُرْؤه لزمه أن يقيم من يحج عنه ويعتمر من بلده، وقد أجزأ عنه وإن عوفي)؛ لما روى أبو رَزينٍ (٥) أنه أتى النبي فقال: «يا


(١) سنن ابن ماجه (٢٨٨٣) ٢/ ٩٦٢، كما أخرج الحديث أحمد في مسنده (١٨٣٤) ١/ ٢٤١، وضعفه ابن القطان في بيان الوهم ٤/ ٢٧٣، قال في شرح العمدة ٤/ ١٠٤ بعد ذكر من خرجه: «فيه أبو إسرائيل الملائي»، وهو إشارة منه إلى ضعفه فإن أبا إسرائيل الملائي صدوق سيئ الحفظ نسب إلى الغلو في التشيع. ينظر: تقريب التقريب ١/ ١٠٧.
(٢) جامع الترمذي (٨١٢) ٣/ ١٧٣، وقال: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وفي إسناده مقال، وهلال بن عبد الله مجهول، والحارث يضعف في الحديث»، والحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات ٢/ ١٢١، وقال ابن حجر في التهذيب ١١/ ٧٢: «ويروي هذا بإسناد أصلح من هذا موقوف عن علي، وله إسناد أصح منه عن عمر موقوف أيضًا»، قلت: ولم أعثر على الآثار التي ذكرها في مظانها من كتب الحديث والله أعلم.
(٣) هلال بن عبد الله هو: أبو هاشم الباهلي البصري، ضعفه جمع من أهل العلم، روى عن أبي إسحاق السبيعي، وروى عنه حبان بن هلال وهلال بن فياض، وعفان وعمرو بن عاصم، ومسلم بن إبراهيم، قال البخاري: «منكر الحديث»، ونقل ابن حجر قول ابن عدي فيه: «هو معروف بهذا الحديث - أي: حديث علي السابق - وليس هو بمحفوظ». ينظر: التاريخ الكبير ٨/ ٢٠٦، وتهذيب التهذيب ١١/ ٧٢.
(٤) ما قرره المصنف هو المذهب المشهور، والرواية الثانية: لا يجب على الفور، ويجوز تأخيره. ينظر: الكافي ٢/ ٣٠٦، وشرح العمدة ٤/ ٩٧، والفروع ٥/ ٢٥١، والإنصاف ٨/ ٥٠، وكشاف القناع ٦/ ٤٤.
(٥) هو الصحابي لَقيط بن عامر بن صَبِرةَ ، وقد تقدمت ترجمته.

<<  <  ج: ص:  >  >>