للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- الأصل الأول: ما يتعلق بتوحيد الله - عز وجل - وأسمائه وصفاته:

توسط أهل الحق في هذا الأصل بين أهل النفي والتعطيل الذين يلحدون في أسمائه وآياته ويعطلون حقائق ما نعت الله به نفسه حتى شبهوه بالمعدوم وبالأموات، وبين أهل التشبيه والتمثيل الذين يضربون له الأمثال ويشبهونه بالمخلوق (١).

- الأصل الثاني: ما يتعلق بأفعال الله - عز وجل -:

وهم في باب خلقه وأمره - عز وجل - وسط بين جفاء القدرية، وغلو الجبرية.

فهم وسط بين المكذبين بقدر الله الذين لا يؤمنون بقدرته الكاملة ومشيئته الشاملة وخلقه كل شيء، وبين المفسدين لدين الله الذين يجعلون العبد ليس له مشيئة ولا قدرة ولا عمل فيعطلون الأمر والنهي والثواب والعقاب فيصيرون بمنزلة المشركين الذين قالوا {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ} الأنعام: ١٤٨ (٢).

- الأصل الثالث: ما يتعلق بشأن العبادات:

توسط أهل السنة في هذا الأصل بين الرافضة والصوفية وبين الدروز والنصيرية (٣).

فالرافضة والصوفية يعبدون الله بما لم يشرعه من الأذكار والتوسلات، وإقامة الأعياد والاحتفالات البدعية، والبناء على القبور.

بينما الدروز والنصيريون (٤) تركوا عبادة الله بالكلية فلا يصلون ولا يصومون ولا يزكون ولا يحجون ... الخ.


(١) ينظر: شرح الرسالة التدمرية (ص ١٥٧)، ومنهاج السنة (٣/ ٤٦٨) (٥/ ١٦٨ - ١٦٩) (٥/ ١٧٢)، والوصية الكبرى (ص ١٤)، رسالة الخطيب البغدادي في الكلام على الصفات (ص ١٩).
(٢) ينظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة (١/ ١٦٢)، والشريعة للآجري (ص ٣٤٣)، الملل والنحل (١/ ٨٥)، شفاء العليل لابن القيم (ص ٥١)، شرح الطحاوية (ص ٤٩٣).
(٣) الدروز والنصيريون فرقتان توجدان في بلاد الشام سوريا ولبنان وفلسطين - ومن عقائد النصيرية: أنهم يؤلِّهون علي بن أبي طالب، ومن عقائد الدروز: أنهم يؤلهون الحاكم بأمر الله العبيدي، ولهذا فقد ذكر أهل العلم أنهم مرتدون خارجون من الملة، وأنهم في حقيقة الأمر ليسوا من المسلمين، وإن انتسبوا إلى الإسلام.
ينظر: دراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين لأحمد جلي (ص ٣٥٧)، الموجز في المذاهب والأديان لناصر القفاري وناصر العقل (ص ١٣٦ - ١٣٨)، موقف ابن تيمية من الأشاعرة (١/ ١١٩ - ١٢٠)، مجموع الفتاوى (٣٥/ ١٤٥ - ١٦٠).
(٤) النصيرية أنفسهم يرفضون هذه التسمية، ويطلقون على أنفسهم اسم "العلويين" لأنهم من الطوائف التي تؤله أو تقدس علي بن أبي طالب، وتعبده، ويذهب النصيرية إلى أن هذا هو الاسم الأصلي للطائفة ولكن الأتراك حرموهم من هذا الاسم وأطلقوا عليهم اسم النصيرية نسبة إلى الجبال التي يسكنونها نكاية بهم، واحتقاراً لهم. وأن الفرنسيين عند انتدابهم على سوريا في بداية هذا القرن، أعادوا الاسم القديم للطائفة، وأصدروا مرسوماً في ١/ ٩/١٩٢٠ م سميت بموجبه جبال النصيرية بأراضي العلويين المستقلة .. وكلامهم ينقضه أمران: كتب الفرق التي ذكرتهم باسم النصيرية والنميرية، ثانيا: فتوى ابن تيمية التي ذكرتهم بهذا الاسم.
ينظر: تاريخ العلويين، لمحمد أمين غالب الطويل (ص ٤٠١) وما بعدها، ٣٤٢، دراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين الخوارج والشيعة، للدكتور أحمد محمد جلي (ص ٣٥٧).

<<  <   >  >>