للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فتنوعت جهود العلماء لتشمل دارسات حول الأسانيد والمتون، كما شملت التصنيف في الأحاديث الصحيحة والصالحة للاحتجاج (١).

ثانياً: التصنيف في التحذير من البدع التي تتوسع مع تقادم الزمن واندثار السنن:

قل التصنيف في مسائل العقائد في الصدر الأول -عصر الصحابة والتابعين-؛ لأنها كانت محل إجماع وتسليم، ولم يظهر التأليف فيها إلا مع ظهور البدع؛ عندها حظي موضوع البدعة باهتمام كبير من قبل علماء الإسلام، لذا نجد الحديث عنه في غالبية علوم الشرع (٢):

ففي الحديث وشروحه: تجد أبواب الاعتصام بالسنة، وذم البدع والأهواء، والتوحيد، والسنة، وغير ذلك من الأبواب المختصة بالكلام عن البدعة، ويوجد الكلام عنها في كثير من الأبواب الحديثية الأخرى، بل كل باب من أبواب الحديث ينص على سنة، وباللازم ينهى عن بدعة.

وفي مصطلح الحديث: تجد الكلام عن رواية المبتدع، وحكم الداعي وغير الداعي.

وفي التفسير: تجد الكلام عن البدعة عند آيات الاعتصام وذم التفرق.

وفي الفقه: حكم شهادة أهل الأهواء، وحكم المناكحة والمبايعة والإرث، مع المبتدعة.

وفي أصول الفقه: تجد للبدعة علاقة بأبواب الإجماع والاستحسان والمصالح المرسلة، وقول الصحابي، وفي تعريف السنة وأحكام السكوت عنه، والاجتهاد والتقليد، وغير ذلك من المباحث والأبواب الأصولية.

وفي العقيدة: تجد الكلام عن البدعة والمبتدعة في كل باب منها.

وفي تراجم الرجال: تجد ذكر من جُرح بالبدعة، ومن رُدت روايته بسبب ابتداعه.


(١) ينظر: جهود العلماء في الدفاع عن السنة والكشف عن الروايات الواهية أ. د. علي عبد الباسط مزيد (٢ - ٢٠).
(٢) ينظر: حقيقة البدعة، د. سعيد بن ناصر الغامدي، ومقال بعنوان: نبذة مختصرة عن بعض المؤلفات في البدعة ونقدها لفهد محمد القرشي https://uqu.edu.sa/page/ar/٢٠٧٦٤

<<  <   >  >>