للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على ذلك أيضا ابن منظور (١) في اللسان (٢).

فظهر بهذا أن هذا المعنى لم يخرج عن المعنى الأول لكلمة (بدع) وأنها إنما تطلق على الشيء المخترع المحدث أو الطارئ بعد أن لم يكن، لا غير (٣).

بهذا الاستعراض الموجز لهذه المادة يتضح أن مادة (بدع) تعني الاختراع وهو: المحدث مطلقاً عادة أو عبادة أو غيرها؛ لأنها اسم من الابتداع.

[تعريف البدعة في الشرع]

عرف عدد من العلماء البدعة في الشرع بتعريفات كثيرة، وهذه التعريفات وإن كان بينها اختلاف في الألفاظ، أدى إلى تفاوتها في استيفاء جزئيات التعريف كاملة، إلا أن مضمونها في الجملة واحد (٤).

[ومن أهم هذه التعريفات]

١ - تعريف الإمام النووي (٥): " البدعة في الشرع: هي إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " (٦).


(١) هو: محمد بن مكرم بن على جمال الدين بن منظور صاحب لسان العرب الإمام اللغوي الحجة ولد بمصر وخدم في ديوان الإنشاء بالقاهرة طول عمره وولي قضاء طرابلس، وكان عارفاً بالنحو واللغة والتاريخ والكتابة، وتوفى بمصر سنة (٧١١ هـ)، قال الذهبي: كان عنده تشيع بلا رفض، ومن مؤلفاته مختصر الأغاني، وجمع في اللغة كتابا سماه لسان العرب جمع فيه بين التهذيب والمحكم والصحاح والجمهرة جوده ما شاء ورتبه ترتيب الصحاح وهو كبير.
ينظر: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر (٦/ ١٥)، بغية الوعاة للسيوطي (١/ ٢٤٨)، تاج العروس للزبيدي (١/ ٥)، أبجد العلوم للقنوجي (٣/ ١٠).
(٢) ينظر: لسان العرب (٩/ ٣٥٢).
(٣) ينظر: موقف أهل السنة من أهل الأهواء والبدع للرحيلي (١/ ٩٠)، وقواعد في معرفة البدع لمحمد بن حسين الجيزاني (ص ١٦).
(٤) ينظر: موقف أهل السنة من أهل الأهواء (١/ ٩٠ - ٩٣)، وقواعد في معرفة البدع (ص ١٦ - ٢٢).
(٥) هو: يحيى بن شرف بن مُري بن حسن بن حسين الحزامي النووي، أبو زكريا، المشهور بالنووي، أحد أعلام الشافعية، من مؤلفاته: المجموع شرح المهذب، شرح صحيح مسلم، رياض الصالحين، توفي سنة ٦٧٦ هـ.
ينظر: تذكرة الحفاظ للذهبي (٤/ ١٤٧٠)، طبقات الشافعية الكبرى (٥/ ١٦٥)، الأعلام (٨/ ١٤٩).
(٦) تهذيب الأسماء واللغات، للنووي (٣/ ٢٢).

<<  <   >  >>