للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وأما المعنى الاصطلاحي للتقابل]

فهو لا يبتعد كثيراً عن المعطيات اللغوية لمفردة "التقابل" السابقة .. فاصطلاحاً:

يقال التقابل هو: المواجهة بين شيئين على سبيل التدافع والتمانع.

ويقال: هو كون شيئين في طرفين معينين يقتضي أحدهما وجود الآخر (١).

وقيل: المتقابلان: شيئان يمتنع تعلقهما معاً بموضوع واحد ينسبان إليه من جهة واحدة، ويعقل أو يوجد أحدهما بإزاء الآخر أو في غاية البعد من الآخر (٢).

وقيل: التقابل هو امتناع اجتماع شيئين في موضوع واحد من جهة واحدة (٣).

وبالنظر إلى ما سبق نخلص إلى التعريف المختار للتقابل بأنه:

عملية استدلالية تقوم على أساس المواجهة بين فكرة أو رأي في مواجهة فكرة أو رأي آخر، بحيث يمتنع اجتماعهما في موضوع واحد من جهة واحدة.

والمناسبة بين المعنى اللغوي والاصطلاحي: أن الدليل المعارض لدليل آخر كأنه يقف في الناحية المقابلة للناحية التي يقف فيها الدليل الآخر. أو أن كلا منهما يقف في عرض الآخر.

وهذا هو تعريف (التقابل) من حيث الأصل، وإن كان قد توسع في معناه، بحيث يكون في غير المتضادين (٤)، فثمة تفصيلات وتفريعات أخر (للتقابل)، آثرت إطراحها خشية الإطالة، والبعد عن المقصود، مما لا يخدم هذا البحث.


(١) التقريب لحد المنطق والمدخل إليه بالألفاظ العامية والأمثلة الفقهية لابن حزم (ص ٧٣).
(٢) تجريد المنطق لنصير الدين محمد بن الحسن الطوسي (ص ١٥).
(٣) المواقف للإيجي (١/ ٣٨٦).
(٤) والمشهور إن " الضدين " أمران ينسبان إلى موضوع ولا يمكن أن يجتمعا فيه، كالذكورة والأنوثة، والتحقيق يقتضي كونهما موجودين - في غاية التخالف - تحت جنس قريب يصح منهما أن يتعاقبا على موضوع أو يرتفعا عنه، كالسواد والبياض .. وأقسام التقابل أربعة: أولهما: الإيجاب والسلب، وثانيها: التضايف وثالثه: التضادّ، ورابعها: الملكة والعدم. ينظر: تجريد المنطق للطوسي (ص ١٥).

<<  <   >  >>