للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الثاني: الانحراف المؤدي إلى الإفراط (١) في توحيد الربوبية.

إن المتأمل للطوائف والفرق والملل التي أفرطت في حقيقة الربوبية (٢)، يجد أنها على أقوال شتى متفرقة، إلا أنه يجمعها بعض الأصول (٣) وإن كانوا يتفرقون كثيراً عند التفريعات، وهي:

الأصل الأول: بالنظر إلى ذات الرب - سبحانه وتعالى -: ويكون إما بإرادة تعظيم الله - عز وجل - بغير ما أخبر عن نفسه العلية أو أخبر عنه رسوله - صلى الله عليه وسلم -، أو بالتأثر باعتقادات الديانات السابقة المنحرفة في الذات الإلهية، ويشمل هذا إثبات الوجود الذهني لله - عز وجل -، واعتقاد إله مماثل لله أو أكثر.

الأصل الثاني: بالنظر إلى المخلوقين: باعتقاد أن أحداً يسعه الوصول إلى الصفات الإلهية ومشاركة الرب.

ويرجع ضلالهم في هذا الباب إلى ما يلي:

١ - الكفر والبعد عن نور الشرع، كما حصل لفرعون والنمرود والشيوعية والمجوس والملاحدة بشكل عام.

٢ - تأثر بعض المسلمين بالفلاسفة وآرائهم الكلامية (٤)؛ وذلك بصرفهم لظواهر النصوص إما بتعطيلها وإما بتأويلها؛ لأنهم لا يرونها تفيد اليقين، وإنما الذي يفيد اليقين هو قواعد المنطق وعلم الكلام.


(١) المراد بالإفراط هنا هو توسيع معنى الربوبية والمبالغة فيها لتشمل غير الله، مع عدم تعطيل وجوده - عز وجل -.
(٢) أمثلة على هذه فرق المخالفة في توحيد الربوبية: فرقة الجهمية، فرقة المرجئة، فرقة الأشاعرة، فرقة الرافضة (الشيعة)، فرقة الخوارج، فرقة المعتزلة، فرقة الصوفية (الخرافيين)، فرقة أو جماعة التبليغ (الصوفية)، فرقة القدرية، فرقة المفوضة، فرقة الزيدية، فرقة الماتريدية، فرقة الباطنية، فرقة النصيرية، فرقة الدروز، فرقة القاديانية، فرقة الإسماعيلية، فرقة الإباضية، فرقة الأحباش، فرقة الفلاسفة، فرقة الكرامية، فرقة الكلابية، فرقة اللفظية، الصابئة وعقائدهم، السامرة وعقائدهم، المجوس وعقائدهم، أهل الأوثان وعقائدهم، البراهمة وعقائدهم، فرقة الديوبندية، فرقة جهمية المرجئة وغيرهم.
(٣) ينظر: أصول مسائل العقيدة عند السلف وعند المبتدعة، أ. د. سعود الخلف (١/ ٢٠).
(٤) ينظر: الشرك في القديم والحديث (١/ ٣٩).

<<  <   >  >>