للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أ-الجهل بالتمييز بين الأحاديث المقبولة وغيرها: فكثير من البدع التي أُحدثت، قد اعتمد محدثوها على أحاديث ضعيفة بل أكثرها موضوعه، وفي هذا تشويش على الناس في دينهم متخذين في ذلك أساليب مُقنَّعة، ومن ثم تتكون الخلافات بين أهل البدع.

أخرج ابن الجوزي عن أبي نصر بن سلام البخاري الفقيه قال: " ليس شيء أثقل على أهل الإلحاد ولا أبغض إليهم من سماع الحديث وروايته بإسناد" (١).

ب- الجهل بمكانة السنة من التشريع: يؤدي هذا إلى الخروج عن حد الاتباع، إلى طرفي الابتداع، ومن أظهر المواقف على هذا -إنكار ما ثبت بالسنة الصحيحة الصريحة تحت زعم موافقة العقل- كإنكار من أنكر رؤية الله في الآخرة، أو نزول المسيح آخر الزمان، أو عذاب القبر ونحو ذلك .. وقد انقسم أهل البدعة في موقفهم من السنة إلى قسمين: الأول: قسم أنكر ما عدى القرآن جملة وتفصيلاً، والآخر: أنكر أخبار الآحاد.

٥ - الغلو والإفراط: وهو من الأسباب الهامة والعوامل المؤثرة في تكون الفِرق ونشوء البدع واختلافها، ومنه:

- الغلو في بعض الأشخاص: فالغلو والتغالي في الأشخاص والاعتماد على عقولهم وأرائهم (٢)، من أسباب حدوث البدع المتقابلة التي ظهرت في البشرية، وما زالت حتى عصرنا الحاضر، فقد ضلت به طوائف كثيرة في تاريخ الإسلام. ومن شواهد ذلك ما وقعت فيه الصوفية والرافضة؛ وصدق فيهم قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ


(١) صون المنطق والكلام عن المنطق والكلام للسيوطي (ص ٤١).
(٢) وقلّما تجد رجلاً تعلّقت به طائفة لم تنسج حوله الأساطير! وكتب المناقب عامّة طافحة بهذا اللون من الغلوّ.

<<  <   >  >>