للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الرابع مكانة القرآن الكريم، والاحتجاج به عند أهل السنة ومخالفيهم.]

وفيه مسألتان:

- القرآن الكريم عند أهل السنة والجماعة:

القرآن عند أهل السنة، حجة في جميع قضايا الدين، العلمية، والعملية، والإنشائية، والخبرية. فهو الفرقان بين الحق والباطل، وقد سماه الله تعالى، فرقانا كما في قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (١)} الفرقان: ١.

وقد أقام الله به الحجة، ووضح به المحجة، قال تعالى: {قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} الأنعام: ١٩، قال ابن القيم - رحمه الله -: " فكل من بلغه هذا القرآن، فقد أنذر به، وقامت عليه حجة الله" (١).

قال ابن تيمية - رحمه الله - مبينا تعامل سلف الأمة مع هذا الكتاب العظيم: " ... من أعظم ما أنعم الله به عليهم، اعتصامهم بالكتاب والسنة، فكان من الأصول المتفق عليها بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان، أنه لا يقبل من أحد أن يعارض القرآن لا برأيه، ولا ذوقه، ولا معقوله، ولا قياسه، ولا وجده، فإنهم ثبت عنهم بالبراهين القطعيات، والآيات البينات: أن الرسول جاء بالهدى، ودين الحق، وأن القرآن يهدي للتي هي أقوم ... فكان القرآن هو الإمام الذي يقتدى به؛ ولهذا لا يوجد في كلام أحد من السلف، أنه عارض القرآن بعقل، ورأي، وقياس، ولا بذوق، ووجد، ومكاشفة ... " (٢).


(١) مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، لابن القيم اختصار محمد الموصلي (١/ ٧٦).
(٢) مجموع الفتاوى (١٣/ ٢٨ - ٢٩).

<<  <   >  >>